ارتعدت وارتعشت.. واهتز كياني عندما التقطت أذناي في »مترو الأنفاق«.. همسة عجوز بجواري وهي تمسك بتلابيب حفيدها وهي تقول.. آه يا زمن.. وهو هو الزمن!! السبت: اعتدت أن أركب مترو الأنفاق كل يوم سبت.. في الصباح المبكر.. لأنه رايق.. ومفيش ازدحام ولأصل مبكراً لعملي وأسعد بحضور الاجتماع الاسبوعي لأسرة تحرير »الأخبار«.. وهو يوم فرحة وبهجة وسعادة منذ أيام العملاق الراحل مصطفي أمين وكان موعده يوم الجمعة ومع مرور الزمن صار موعده السبت وجيلي يقدر هذا الموعد وكأنه موعد حبيب وغرام مع الحبيبة »الأخبار« وأسرتها.. وأتمني ان تنتقل هذه العدوي للأجيال الصاعدة.. وهي سُنة حسنة. وأمامي جلست حسناء عجوز.. او عجوز حسناء.. ومعها حفيدها وحولها دار حوار بين الناس. الناس الطيبين.. المصريين حول الأسعار والأكل والشرب والغلاء.. وفجأة همست وهي تأخذ نفساً عميقاً.. قائلة: آه يا زمن.. واستطردت ما هو الزمن.. هو الزمن!! وبفضول سألتها ماذا تقصدين؟ فأجابت منذ زمن.. وزمن غيري وزمن اليوم.. وقد يكون زمن ما بعدي.. والناس تحكي وتتحاكي عن الأسعار والغلاء.. ومافيش فايدة.. وتركتها وأسرعت الي مكتبة أخبار اليوم وأرشيفها الذي كان أقوي أرشيف في دور صحف الشرق الأوسط قبل ان ينهب وتأسست علي المسروقات مثيلاته في كل الصحف العربية. وجلست بين الأوراق اتصفح المجلات التي وجدتها بسهولة.. بدءاً من عام 5491.. معي اليوم.. وتأكدت لي همسة العجوز بل صرختها آه يا زمن.. فعلاً فعلاً فعلاً.. عناوين ومانشيتات علي مدي عصور وعصور وحتي اليوم للصحف والمجلات.. حول الغلاء.. وارتفاع الأسعار وتوقفت علي موضوع اخباري عن ميزانية الأسر.. وكيف ان 3 قروش تكفي للبيت »4391«.. وعناوين حول اصدار كوبونات كيروسين بطاقة تموين للأسرة توزيع الخبز بالبطاقات كيلو اللحم ارتفع الي قرش صاغ واحد عشر بيضات بمليم واحد الجنيه الذهب اصبح ب89 قرشاً!!!.. وعدت في اليوم التالي لأقلب الصفحات والصفحات.. وكلها وكأنها في زمن واحد.. حول الغلاء لأقرأ مانشيتات الأهرام والأخبار »الحكومة تصرف غلاء معيشة للمواطنين زيادة غلاء المعيشة الي 57 قرشاً الغاء غلاء المعيشة وضمه للأجور خفض وزن الرغيف الي 042 جراماً واستمرار بيعه بخمسة ملاليم الحكومة تستورد اللحم رفعت الباشا يأمر بطبع بنكنوت بمليون جنيه« وبعد ساعات وساعات بين الصفحات قلت صدقت صديقة المترو وأنا معها آه يا زمن.. والزمن هو الزمن. لعبة اللحوم الأحد: تحاورت مع كثيرين حول اسعار اللحوم.. وحرص الأسرة المصرية علي »الطبخ« باللحم ومشتقاتها او بدائلها.. وحرص الأسرة المصرية علي شرائها بكميات خيالية وفي الخارج يشترونها بالقطعة. واذا كنا نتحدث عن الأسعار فالشيء بالشيء يذكر.. فإن جريدة »الأخبار« أول اصدار صحفي في الشرق الأوسط نبه.. وحذر من الغلاء.. ولعنة الأسعار.. وقدمت الحلول والاقتراحات الواقعية من التحقيقات الصحفية والمقالات للزملاء والقراء واحمد الله اني منهم. ومن المؤسف أنه لم تحدث الاستجابة المطلوبة.. ولم تجد الصحافة بصفة عامة الجدية من المسئولين عن الأسعار سواء كانوا منتجين أو تجارا أو حكماء اقتصاد أو خبراء وعلماء.. وكل ما أتمناه ان يتطوع مسئول أو خبير في أحد مراكز معلومات التجارة أو مجلس الوزراء أو الوزارات المختصة التجارة الصناعة الزراعة المحليات التضامن ويجمع فقط ويلخص الاقتراحات والتوصيات التي نشرت ويقدمها للمسئولين فلعل وعسي أن تجد صدراً رحباً وأذناً صاغية.. ويدا تصدر قرارات فارتفاع الاسعار معروف اسبابه وهي بعيدة كل البعد عما عرفناه وتعلمناه في الجامعات ومن السوق ومن الصحافة.. ببساطة كل واحد بيعمل اللي علي كيفه.. والأسعار تنخر في عظامنا انقذونا وارحمونا.. ورحم الله الدكتورين جلال أبوالدهب وزكريا توفيق عبدالفتاح وزيري التموين اللذين كانت لهما كلمات مشهورة في حوارهما عن الغلاء بأن مستعمل سلعة ما هو هو بائع سلعة أخري والعكس صحيح. أبوداود.. شهم الصحافة الاثنين: تذكرت ذكري استاذنا الراحل عبدالسلام داود.. نصير الصحفيين.. تذكرت انه حذر من مجيء يوم لا يستمع احد لما تنشره الصحف.. وايضاً يتوه الصحفيون ويصبحون حياري علي بلاط صاحبة الجلالة.. واتمني ان تناقش نقابة الصحفيين في مؤتمر خاص هذه القضية لتحمي أشرف مهنة في مصر. ورحم الله عمنا عبدالسلام داود.. فقد تحمل الكثير والكثير من أجل مناصرة زملائه وأسميناه نصير الصحفيين يقف ضد أي قرار جائر وظالم يصدر ضد صحفي سواء كان من الوزارات أو الحكومات أو مجالس التحرير والصحف مادام الزميل علي حق.. وكنت من الذين ناصرهم مرات عديدة.. وشاركه في وقفة صلبة الراحل الزميل اسماعيل يونس نائب رئيس التحرير.. عندما حدثت هجمة شرسة جماعية ضد مجموعة من الزملاء فوجئنا بنقلهم دفعة واحدة بقرار من رئيس مجلس الادارة والمسئولين عن الصحافة الي شركات باتا والبقالة وعمر افندي، وبنزايون وتكونت مجموعة عمل.. كافحنا.. وناضلنا ولم ننم أو تغمض لنا عين حتي عادوا لبيتهم.. بيت الحب »أخبار اليوم«. ساعة الحرم وقطار الحج الثلاثاء: أحمد الله أنني كنت من المحظوظين الذين عاشوا وتابعوا بعض الأعمال الهامة التي تمت مؤخراً في الحرمين الشريفين في اطار اهتمامات خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز منها بناء ساعة الحرم الشريف.. المكتوب عليها اسم الجلالة العلي العظيم.. علي أعلي قاعدة في العالم بارتفاع 208 متر وبوزن 42 طناً للعقرب الواحد.. وشاهدتها علي بعد 8 كيلومترات من كل اتجاه وهي ذات لون زيتوني رائع.. مرصعة بالذهب والحلي.. وأيضاً مشروع قطار الحج.. الذي يحمل الحجاج بين مناطق المناسك في عرفة ومني وعمل بنجاح هذا الموسم بطاقة تشغيل 02٪ فقط.. وهذا كله يأتي في اطار اهتمامات السعودية بالارتفاع بالخدمات للحاج وانهم يرفعون شعار »خدمة الحاج شرف لنا«.. وأضيف أنه ولنا أيضاً.. فلا ينكر أحد متابع لجهود وخطط مصر لخدمة ورعاية الجميع الذين سيصل عددهم هذا العام لحوالي 28 ألف نسمة واللافت للنظر جرأة وشجاعة المسئولين عن مؤسسة تسيير الحج والعمرة لاقتحام قضية ساخنة وهي قضية »ثقافة الحج«.. ونجحوا في جذب المسئولين وشركات السياحة وعن حجاج القرعة معهم من أجل هذه القضية التي يري المستشار محمد توفيق مدير عام المؤسسة أن الارتفاع بثقافة الحاج حول مسئوليته وواجباته. د.المصيلحي والغذاء الأربعاء: ذهبت أهنيء الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي بفوزه في انتخابات مجلس الشعب.. انتظرت حتي يفرغ من لقاءات من سبقوني ومنهم اللواء دكتور محمود ابراهيم ثابت رئيس لجنة المساعدات والذي فاز ايضاً عن دائرة الأقصر.. وأثناء دخولي سمعت حواراً سريعاً للدكتور المصيلحي مضمونه ان الحكومة سوف تتحمل كل التكاليف.. وعلمت أنها تكلفة علاج أرباب معاشات الضمان الاجتماعي في اطار منظومة جديدة للتأمين الصحي.. لحماية الفقراء.. ولاحظت حماس الدكتور المصيلحي لذلك عن قناعة وايمان.. والأجر والثواب من عند الله.. بلا حدود. جمع الشمل اعتادت البيوت المصرية ان تلتقي الأسرة يوم الخميس في عادة ازلية وهي »جمع الشمل« وحزنت لانقراض هذه العادة.. ويحل محلها الموبايل في هذا الزمان!!!.. عيب يا جماعة.. عيب يا شباب صلوا الأرحام. الجمعة: كنا زمان ننتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر.. فهو يوم الاجازة ونذهب الي الاستاد لنشاهد المباريات.. وساعة العصاري ما أحلاها علي شواطيء النيل والترع والقنوات واليوم تغير الحال والمباريات طوال الاسبوع والمواعيد تداخلت مع الفضائيات وكله سمك لبن تمر هندي!!. سأظل أصرخ واستغيث مع كل عشاق سيناء.. فأنها الأمل.. وهي الملاذ والمنقذ.. وهي المستقبل ولن يهدأ بالي حتي استمع لخبر الاعلان عن وزارة السيناوية. للمسئولين.. أعيدوا النظر في أجهزة الرقابة علي الأسواق.. وتذكروا ان جهاز الرقابة انكمش من 25 الفا الي 23 الف مفتش تموين.. في وقت اتسع فيه النشاط التجاري ألفا في المائة علي الأقل. للضرورة أحكام للضرورة أحكام.. و»القافية تحكم«.. هذا ما خطر علي بالي بعد متابعة انتخابات مجلس الشعب.. أقولها للأصدقاء والمعارف رؤساء الأحزاب الذين لم تتحقق آمالهم وطموحاتهم النيابية. ان العيب فيكم.. أين أنتم وأين كنتم طوال 5 أو 01 سنوات تعلمنا ان الأحزاب هي مدارس إعداد وتخريج الكوادر السياسية.. وللأسف اليوم اسألوا رجل الشارع يقول لكم.. ماذا هي؟