تلقيت رسائل عديدة يبدي أصحابها ترحيبهم بما عرضته من كتيبات أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بتوزيعها علي المواطنين ليتعرفوا عما تضمنته تلك الكتيبات من معلومات مفيدة عن حقوق المواطنين وواجباتهم في حال تعاملهم مع النيابة العامة.. من قريب أو بعيد. البعض توقف عند ما أعدت نشره خاصاً بطلب الاستدعاء من النيابة، حيث إن هذا الطلب كما جاء في الكتيب له أهمية خاصة في سير الإجراءات في القضايا لما له من دور في حماية حقوق جميع الأفراد المعنيين، ويتم تسليم طلب الاستدعاء إلي شخص بعينه يكون اسمه محدداً فيه، وذلك قبل موعد كاف من تاريخ الجلسة المحددة في الطلب، حتي يكون لدي الطرف المُستدعي وقت كاف للاستعداد للمثول أمام النيابة. ويهيب الكتيب بالمواطن المعني: »أن يتعامل مع المحضر أو المندوب علي أساس من الاحترام المتبادل والتعاون، نظراً لما يقوم به من مهمة هامة«. ومع ترحيب الجميع بأهمية حُسن التعامل بين الطرفين ليس فقط بالنسبة لحامل طلب الاستدعاء، وإنما أيضاً في أي تعامل آخر يتم بين مندوبي النيابة، أو الشرطة، أو أية جهة رسمية.. وبين المواطنين. ففي رسالة تلقيتها من المواطن السيد/ »سمير محمد كامل«، جاء فيها: [أشكرك علي المقال الهام بجريدة الأخبار يوم 2010/3/31 عن حقوق المتهم لدي النيابة والذي سعدت بما يحتوي عليه من أمور يجب أن يدركها كل مواطن حتي يعرف ما له، وما عليه. واستكمالاً لهذه التوعية أرجو من سيادتكم إلقاء الضوء علي ما يحدث من حملات منتصف الليل من قبل »لجنة تنفيذ الأحكام«، وما تحدثه من ترويع بمداهمتها البيوت، وكسر الأبواب أحياناً كثيرة، واقتحامها للبحث عن فرد من أفراد الأسرة، ربما تكون قضيته عدم دفع إيصال نظافة، أو عليه إيصال أمانة مبلغ مائة جنيه(..). عندما يحدث هذا.. يصاب المقيمون في الشقة خاصة الأطفال بالفزع، والهلع، ويا ويل من يعترض منهم علي هذا الأسلوب الذي ليس فيه أدني شيء من حُسن التعامل واحترام الآخر. فهذا الاعتراض يكون رد فعله الوحيد تحفيز أفراد اللجنة خمسة علي الأقل علي زيادة سبهم وشتمهم للمعترض ومن معه، وأحياناً يلجأون إلي الضرب.. ناهيك عن الفضيحة التي تلحق بالأسرة في منتصف الليل وسط ذهول الجيران مما يحدث]. ويختتم السيد/ سمير محمد كامل، رسالته بطرح الأسئلة التالية: [أليس هناك أسلوب متحضر، وأفضل، من تلك الطريقة الإرهابية بكل ما يعنيه هذا الوصف؟! هل كل المواطنين سواسية أمام تلك اللجان؟! ومتي يتعامل أفرادها مع المواطنين كما يتعامل حاملو طلبات الاستدعاء من النيابة العامة؟ هذه أسئلتي أتوجه بها من خلال عمودكم في »الأخبار« إلي السيد/ النائب العام، والسيد/ وزير الداخلية.. وشكراً]. لا أعرف ما إذا كان ما جاء في رسالة القاريء يمثل حالة »فردية« عاش أحداثها بنفسه، أو سمع عنها من أحد معارفه.. أم أنها حالة »متكررة« تلقي رفض واستهجان كل من تعرض لها، وعاني منها؟ وفي الحالتين: هل اشتكي الضحايا مما تعرّضوا له بأيدي وألسنة أفراد لجنة تنفيذ الأحكام؟ أغلب الظن أن الشكوي لم تعرض علي من يستطيع حلها فوراً. أو ربما آثر الضحايا الصمت خوفاً من الانتقام، أو يأساً من الإصلاح. شكوي القاريء »سمير محمد كامل« أصبحت منشورة الآن.. وأتوقع أن نسمع رداً عليها إن لم يكن اليوم.. فغداً. إبراهيم سعده [email protected]