بعد أن أخفق سهم عامر جروب في تحريك المياه الراكدة بالبورصة وتعويض الخسائر التي تكبدها أغلب المستثمرين خلال الفترة الماضية ليكرر بذلك سيناريو سهم جهينة ومن قبله القلعة والسبب واحد وهو اختيار التوقيت غير المناسب للطرح وضع خبراء سوق المال وصفة لاختيار التوقيت الملائم لأي شركة ترغب في طرح أسهمها بالبورصة لتجنب الوقوع في فخ ضربة البداية وتحقيق طموحات المستثمرين وخاصة الصغار منهم والذين لم تعد لديهم الشهية الكافية للمخاطرة والإقبال علي الاكتتاب في سهم جديد لا يعلم حجم قوته. وبداية أكد وائل أمين المدير التنفيذي بشركة اوراق المالية أن السبب الرئيسي وراء فشل الطروحات التي تمت خلال الفترة الأخيرة هو خوف المستثمرين من تكبد الخسائر خاصة ان المستثمر لم يعد لديه الشهية الكافية للمخاطرة بسبب الخسائر التي تكبدها خلال الشهور الأخيرة فكما يقول أغلب المستثمرين إن الخسائر التي تعرضنا لها في أسهم نعرفها لا نريد أن تتكرر معنا في أسهم لا نعرفها ويضيف ان السوق في هذه الفترة غير مهيأ لاستقبال أي طرح جديد والدليل أن سهم عامر جروب لم يتم تغطية الاكتتاب فيه سوي 6 مرات فقط رغم أن العادة جرت علي أن الاكتتاب العام والخاص لأي طرح جديد يتم تغطيته أكثر من 20 مرة كما أن الاكتتابين العام والخاص للسهم كانا بنفس السعر وهو 2.80 قرش رغم أن الطبيعي أن يكون الاكتتاب الخاص أغلي من العام وذلك لأن الملاءة المالية للمؤسسات التي تدخل في الاكتتاب الخاص أكبر بكثير من الملاءة المالية للمستثمرين الأفراد . وعن أسباب نجاح أي طرح جديد في البورصة يقول وائل: هناك 3 أسباب رئيسية تساعد أي طرح جديد علي النجاح وهي ضرورة تعريف المستثمرين لجميع التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالشركة ومجلس إدارتها وطبيعة نشاطها ووضعها المالي والقانوني حتي يتمكن المستثمر من تكوين رؤية شاملة عن السهم يصبح لديه القدرة من خلالها علي اتخاذ القرار الصائب بالاكتتاب أو عدم الاكتتاب بالسهم وهو جزء تغفله أغلب الشركات عند طرح أسهمها في البورصة وبالتالي تفقد شريحة كبيرة من المستثمرين الذين امتنعوا عن المشاركة في الاكتتاب الخاص بأسهمها لندرة المعلومات مشيرا إلي أن المستثمر يواجه صعوبة بالغة في الحصول علي المعلومات إذا حاول الاتصال بمسئولي علاقات المستثمرين بالشركة . ويضيف وائل أمين أن السبب الثاني لنجاح أي طرح جديد هو التقييم الجيد والحقيقي للسهم بالاستعانة بشركات متخصصة لديها خبراء علي درجة عالية من الكفاءة وذلك من خلال تقييم أصول الشركة وأرباحها ووضعها المالي وذلك حتي تضمن للمستثمرين إمكانية تحقيق ربح من وراء الاكتتاب أما العامل الثالث الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار عن أي طرح جديد فهو حجم النشاط في السوق واتجاهه ويكون التوقيت مناسبا إذا كان السوق في حالة صعود والمستثمرون حققوا أرباحا وبالتالي لن يترددوا في المشاركة في الاكتتاب الجديد حيث ستصبح الخسائر -إن حدثت- من هامش الربح وليس من رأس المال مشيرا إلي أن أنسب وقت لأي طرح جديد هو بداية العام في شهر يناير حيث يشهد السوق خلالها حالة ملحوظة من النشاط. السيولة وثقة المستثمرين أما محمد بهاء الدين النجار مدير قسم البحوث والاستثمار بالأوراق المالية فيري أن السيولة من أهم العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لدي أي شركة تفكر في طرح أسهمها للتداول بالبورصة خاصة أن حجم السيولة بالسوق يعد مؤشرا هاما علي مدي قدرة السوق علي استيعاب الطرح وقال إن الدليل علي ذلك أن عددا من الجهات الخارجية عرضت علي مجلس إدارة عامر جروب الحصول علي أراض وليس أموال لتنفيذ المشروعات الأمر الذي يعد إشارة قوية علي نقص السيولة بالسوق، والعامل الثاني هو مدي ثقة المستثمرين في الشركة ونشاطها الذي يفضل المستثمر أن يكون بعيدا عن دائرة الأزمات وهو الشرط الذي يفتقده سهم عامر جروب فالشركة متخصصة في مجال الإسكان والفندقة وهو المجال الذي عاني كثيرا ومازال من الأزمة المالية العالمية، أما المعيار الثالث الذي يسيطر علي قرار المستثمر فهو مدي قوة وشعبية أعضاء مجلس إدارة الشركة ورئيسها فكلما كان رئيس مجلس إدارة الشركة معروفا ومحبوبا زاد إحساس المستثمر بالأمان تجاه السهم وزادت فرص مشاركته في الاكتتاب. وأكد النجار أن السهم الذي يتم طرحه في أوقات الأزمات ولا يحقق خسائر كبيرة يصبح أكثر قوة في أوقات النمو وتزداد قدرته علي تحقيق طفرة خلال فترة وجيزة بعكس الاسهم التي تحقق خسائر في فترات النمو، ودعا المستثمرين إلي ضرورة تحديد استراتيجيتهم بالسوق هل هي طويلة الأجل أم قصيرة الأجل وبناء علي ذلك سوف يحدد المستثمر الأسهم التي يكون من خلالها محفظته، كما طالب الشركات بضرورة تأجيل الاكتتاب العام عن الاكتتاب الخاص لفترة لا تقل عن عامين حتي تتمكن الشركة من تشغيل السيولة التي حصلت عليها في الطرح الخاص وتجنب المستثمر الصغير من مخاطر الفترة الأولي للسهم بالبورصة.