سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 31-7-2025 مع بداية التعاملات    الرئيس الفلسطيني يثمّن موقف كندا التاريخي باعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين    لولا دا سيلفا: تدخل أمريكا في النظام القضائي البرازيلي غير مقبول    سعر الدولار اليوم الخميس 31-7-2025 بعد تسجيله أعلى مستوياته خلال 60 يومًا    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية    أمريكا: تحذيرات في كريسنت سيتي بعد أضرار بميناء المدينة جراء موجة مد بحري مفاجئة    «يوم استثنائي».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار ورياح مُحملة بالأتربة    لليوم الرابع، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تأثر الإمدادات بتهديدات ترامب الجمركية    "ابن العبري".. راهب عبر العصور وخلّد اسمه في اللاهوت والفلسفة والطب    15 دولة غربية تدعو دولا أخرى لإعلان عزمها الاعتراف بفلسطين    إعلام أوكراني: الدفاع الجوي يتصدى لهجمات في كييف وحريق جراء هجوم مسيّرة روسية    قناة السويس حكاية وطنl القناة الجديدة.. 10 سنوات من التحدى والإنجاز    مع الهضبة والكينج .. ليالى استثنائية فى انتظار جمهور العلمين    من يتصدر إيرادات الموسم السينمائى الصيفى ومن ينضم للمنافسة ؟    «وصلة» لقاء دافىء بين الأجيال .. « القومى للمسرح » يحتفى بالمكرمين    طريقة عمل الكب كيك في البيت وبأقل التكاليف    حرمه منها كلوب وسلوت ينصفه، ليفربول يستعد لتحقيق حلم محمد صلاح    نحن ضحايا «عك»    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    سلاح النفط العربي    بسهولة ومن غير أدوية.. أفضل الأطعمة لعلاج الكبد الدهني    المهرجان القومي للمسرح يحتفي بالفائزين في مسابقة التأليف المسرحي    بينهم طفل.. إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق فايد بالإسماعيلية (أسماء)    اتحاد الدواجن يكشف سبب انخفاض الأسعار خلال الساعات الأخيرة    هاريس تٌعلن عدم ترشحها لمنصب حاكمة كاليفورنيا.. هل تخوض انتخابات الرئاسة 2028؟    424 مرشحًا يتنافسون على 200 مقعد.. صراع «الشيوخ» يدخل مرحلة الحسم    "بعد يومين من انضمامه".. لاعب الزمالك الجديد يتعرض للإصابة خلال مران الفريق    نقيب السينمائيين: لطفي لبيب أحد رموز العمل الفني والوطني.. ورحيله خسارة كبيرة    السيارات الكهربائية.. والعاصمة الإنجليزية!    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    بمحيط مديرية التربية والتعليم.. مدير أمن سوهاج يقود حملة مرورية    تراجع غير متوقع للمبيعات المؤجلة للمساكن في أمريكا خلال الشهر الماضي    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    اصطدام قطار برصيف محطة "السنطة" في الغربية.. وخروج عربة من على القضبان    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    رئيس وزراء كندا: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر ويجب نزع سلاح حماس    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    هل يعاني الجفالي من إصابة مزمنة؟.. طبيب الزمالك السابق يجيب    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب :
ألف سبب يجعلني أقول نعم للدستور الجديد معرض الكتاب.. سوف يشهد اقبالاً كبيراً في ظل اقرار الدستور السيسي كاريزما تصلح لقيادة مصر في هذه الظروف الحساسة
نشر في الأخبار يوم 05 - 01 - 2014


د. أحمد مجاهد
رغم العلاقة الطويلة بيني وبين الشاعر الدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس ادارة هيئة الكتاب.. ورغم ارتباطنا أدبيا وصحفيا.. فقدفوجيء بما جري في هذا الحوار الجديد.. لما احتواه من اسئلة دارت اكثرها في فلك حياتنا السياسية، واجاباته التي عبرت بصدق عن احاسيس مواطن مصري مهموم دائما بقضايا هذا الوطن، رغم مشاغله الكثيرة والتي تبلورت وبوضوح في نجاحه غير المسبوق في ادارة هذه المؤسسة الثقافية الكبيرة والتي اصبحت من اوائل المصادر التي تضخ يوميا العشرات من الكتب الثقافية ذات المستوي العالي والسعر الرخيص ناهيك عن مشروعها القومي العظيم »مكتبة الاسرة« والذي فشل جنود الاخوان أن يحطموها عندما غدروا به وبالعشرات من كبار الموظفين في وزارة الثقافة فاطاحوا بهم من اجل تنفيذ ما كانوا يريدونه من خراب كبير للثقافة المصرية. إن المتابع لتفاصيل هذا الحوار سوف يفاجأ بما قاله الدكتور احمد مجاهد وعلي كل الاصعدة.. والتفاصيل القادمة سوف تبين لنا ذلك واكثر.
في البداية احب أن اؤكد لك ان هذا الحوار سوف يدور في فلك محورين، الأول ثقافي والثاني سياسي.. ودعنا نبدأ بالأول ونسألك ما هو الجديد والذي لم تعلن عنه بخصوص معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم؟!
- أنت تعرف ان الدورة القادمة لمعرض الكتاب هي الدورة ال45 وأما بخصوص الجديد فلدينا فعلا اشياء جديدة هذا العام من اهمها تخصيص سرايا كاملة لمعرض كتاب الطفل بالاضافة الي حضور الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لافتتاح فاعليات المعرض مصاحبا لما سوف يهديه لمصر من مخطوطات سوف تهدي الي المجمع العلمي عوضا عما تم احتراقه من قبل. وسوف يتسلمها الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، وليس ذلك فقط، بل سنعيد مرة أخري العرض المكشوف للكتب والمطل علي شارع صلاح سالم. الي جانب مخيم كامل لانشطة الطفل أمام سرايا الطفل دعما له. كما سوف نعيد كذلك تقليد »كاتب وكتاب« لمناقشة اكبر عدد من الاصدارات الجديدة. ثم فكرة شخصية العام والتي اخترنا لها الدكتور طه حسين.
نسبة 100٪
وما النسبة التي تطمئن لها والخاصة بنجاح دورة معرض الكتاب هذا العام.. خاصة في ظل ما نراه؟!
- أنا مطمئن بنسبة 001٪ علي الاقل. والسبب اننا وخلال العامين الماضيين ورغم عدم استقرار حالة البلد، فقد اقمنا المعرض ومن حسن الطالع اننا في هذا العام سوف نبدأ انشطة المعرض يوم 22 يناير.. أي بعد الانتهاء من التصويت علي الدستور.. وانا واثق كمواطن مصري من أنه سوف يكون هناك اقبال غير مسبوق نتيجة لما سوف يحدث في التصويت علي هذا الدستور والذي آراه سيكون بأغلبية ساحقة، وأنا اعتبره البداية الحقيقية لمرحلة استقرار حقيقي قادمة في مصر.
وهل يمكن لنا أن نسألك عن ذلك الدور الذي لعبته هيئة الكتاب ان وجدت كمؤسس تنويرية خاصة بعد نجاح ثورة 30 يونيه؟!
- لقد كان للهيئة بالفعل دور رئيسي في هذا الاتجاه.. ودعني هنا أخبرك عن شيء مهم وهو أن الموجة الثانية للثورة المصرية في 30 يونيه قد ساهم في صنعها وبشكل رئيسي المثقف المصري والذي يبدو عليه وفي أوقات بعينها ووفقالرؤية بعض الناس أنه يعيش دائما في برج عاجي ومن ثم ليس له علاقة بالجماهير.. ولكنه في لحظة الخطر يظهر دوره علي الساحة.. ولقد حدث ذلك من قبل كثيرا، مثلا في عام 7691 وفي ظروف انتكاسة حكم الاخوان.. تجد أن هذا المثقف يحتل الصفوف الاولي ويصبح من المشاركين في حركات التغيير.
ولعل ذلك بدا واضحا في مشاركته الفعالة في ثورة 52 يناير و03 يونيه وحتي اليوم.
وفي هذا السياق اؤكد لك ايضا ان رحلة التنوير مستمرة رغم انه كانت هناك عدة معوقات تقف وبقوة لاعاقة دور هذا المثقف، خاصة في الفترات الماضية.
ودعني أقول لك في السياق نفسه ان انسحاب المثقفين وانحسار دورهم انما يشكل خسارة كبيرة للوطن. وكانوا في الفترة السابقة محجوبين عن أداء رسالتهم. ولكنهم بدأوا حاليا ومنذ فترة نحو الانطلاق بجميع تياراتهم السياسية والفكرية.. وهذا معناه أن المثقفين قد خرجوا الي الشارع بعد 03 يونيه ولن يعودوا الي منازلهم مرة أخري إلا بتحقيق ما يحلمون به لهذا الوطن.
أخونة مكتبة الأسرة
وهل ساهمت ثورة 03 يونيه في زيادة التعاون.. بين الهيئة وبين كبار المفكرين المصريين؟!
- أنا دائما علي اتصال بهم ونتعامل معا من خلال انتاجهم الفكري. والنجاح هو الذي جعل جماعة الاخوان تسعي لاقصائي من منصبي بعد 42 ساعة فقط من تعيين وزير الثقافة السابق. رغم أنني وفي ذات الفترة اصدرنا عدة كتب عن الاخوان ولبعض رموز الاخوان وايضا كما حصل بعضهم علي جوائز افضل الكتب التي تمنحها مكتبة الكتاب سنويا.
وهل كانت هناك ملامح صدام لاحظتها بينك وبين هذا الوزير الاخواني.. وما ملامح ذلك؟!
- لقد اصطدمت فعلا معه ومنذ اللحظة الاولي من توليه هذا المنصب لأنه أراد ان يستولي علي مشروع مكتبة الاسرة وتحويله الي مشروع سياسي لخدمة أغراض جماعته، بدليل انه اختار اسما جديدا له وكان عنوانه »مكتبة الثورة« اذا لقد أرادأن يؤخون هذا المشروع.. ومن ثم تصديت له.. كما انه لم يستطع ان ينفذه، ولم يتمكن من اصدار أي كتاب جديد بعد توليه منصبه ولذلك رأيتهم يعيدون للدار الأموال التي استولي عليها بحجة الانفاق علي المشروع.
لقد استولوا علي 071 كتابا كانت معدة للاصدار ولم يفلحوا في اصدار أو طبع كتاب واحد منها. وهذا يؤكد انه كانت هناك اهداف خفية لهذا الوزير. والحمدلله أن جميع المثقفين يرون ما تقدمه مكتبة الاسرة لكل الناس في المجتمع.. وشعورهم كذلك بأن هناك تعاونا مثمرا ودائما بيننا في هذا الطريق.
سؤال شخصي
دعني أسألك سؤالا شخصيا من قبل الانتقال الي المحور الثاني والخاص بالدستور: لقد سمعنا وقرأنا انك كنت من الذين وقع عليهم الاختيار لكي تكون وزيرا للثقافة في التعديل الاخير.. ولم يحدث. فلماذا؟!
- الذي استطيع أن أقوله أن مسألة ترشيحي لهذا المنصب، قد قرأت عنها في الصحف ولم يتصل بي احد.
وما رأيك فيما قيل وقتها من أن هناك ناشراً كبيراً تمكن من التأثير علي رئيس الوزراء الذي تم اختياره من اجل ألا يختارك وزيراً؟!
- أعود وأقولك.. انني فقط قد سمعت عن ترشيحي لهذا المنصب من الصحف ومن ثم لم يصلني اي تكليف رسمي في هذا الصدد. كما سمعت هذه الشائعة من بعض رجال الاعلام. ولم أمسك في يدي أي أدلة.
دعنا نسألك عن الدستور ونقولك، وهل ستقول نعم للدستور الجديد؟!
- بكل تأكيد..
ولماذا؟!
- ان لدي ألف سبب وسبب يجعلني أقول نعم ودعنا في هذا السياق نتحدث فقط عن الثقافة وليس عن السياسة.. لقد كنت وطوال عمري أحد المطالبين بضرورة تحقيق شقين هامين للثقافة المصرية الأول أنه لامصادرة لأي ابداع وهذا موجود في الدستور الجديد. والثاني ضرورة أن تكون الثقافة حقا مكفولا لكل مصري وهذا أيضا وجدته في الدستور الجديد، بالاضافة الي ذلك ما اشار اليه الدستور من صيانته لحقوق الملكية الفكرية لكل انواع الابداع. وهذا النص سوف يساهم في الحفاظ علي ثروات مصر الثقافية والتي كانت ومازالت تنهب من دون قانون يحميها ويصونها.
ولذلك اقولك وعلي مسئوليتي الشخصية ان ما تضمنه باب الحريات خاصة عن حرية التعبير والابداع والبحث العلمي، يعتبر افضل ما جاء في كل دساتير مصر الحديثة.
وماذا عن توقعاتك كمفكر وشاعر فيما سوف تكون عليه مصر بعد اقرار هذا الدستور؟!.. خاصة فيما يتعلق بالحدث الثقافي القادم وهو معرض الكتاب؟!
- كما تعرف ان اقرار هذا الدستور سوف يكون له مردود ايجابي كبير ليس علي معرض الكتاب فقط، بل علي مصر كلها. لقد كنامن قبل نتخبط في كل شيء وحتي علي المستوي الدستوري والتنفيذي كانت ايضا كلها خطوات متخبطة، والله اعلم.. هل كان ما يحدث بخطة مغرضة أم تم ذلك عن خبرة او عدم خبرة وعدم وعي!
وماذا تعني بلفظ الله أعلم في هذا السياق؟!
- ذلك لأننا لا نستطيع أن نحكم علي نوايا الناس ورغم ان كل خطواتهم السابقة ساهمت في تعطيل مسيرة مصر الي المستقبل. وعلي فكرة لقد كنت من اوائل المثقفين المصريين الذين كتبوا عن ضرورة اصدار الدستور أولا خاصة في الفترة الاولي والتي اعقبت ثورة 52 يناير ولم يستمع لنا احد.. وها نحن نعود مرة أخري الي نقطة الصفر الأولي، وعلي أي حال فإننا اذا ما بدأنا بداية صحيحة فسوف تستمر المسيرة الي الامام.. ولامؤاخذة يعني كلنا وقتها كنا نعرف ان العربة لايمكن أن تمشي قبل الحمار!! وللأسف لم يستمعوا لنا وللأسف ايضا لتحقيق أغراضهم الخفية. اذن نحن الآن نبدأ بالصح وعلي كل المستويات، ومن ثم فأنا متفائل جدا.
الرئاسية أولا
وهل أنت من الذين يفضلون الانتخابات الرئاسية أولا أم البرلمانية؟!
- أقولك قولا واحدا وهو انني أؤيد الانتخابات الرئاسية اولا.
ولماذا؟!
- أولا لأن الظروف التي نعيشها حاليا تحتاج الي المزيد من الحزم والحسم.. وهذا معناه ضرورة وجود ادارة لديها ما يساعدها علي تحقيق هذا الحزم وهذا الحسم. وهناك سبب آخر ومهم وهو ان الانتخابات البرلمانية سوف تؤدي الي المزيد من الصراعات الفئوية والعائلية. ومن ثم علينا استثمار ذلك الاجماع الشعبي والذي سوف يحققه الاستفتاء علي الدستور الجديد،. وهذا الوفاق من اجل تحقيق المزيد من الاستقرار وليس من اجل المزيد من الصراعات.. اضف الي ذلك اننا وحتي اليوم لدينا مشكلة في النظام الانتخابي ولم تحسم بعد وهي مشكلة تتعلق بنوعية هذا النظام وهل هو فردي ام بالقائمة أم مختلط!.. وانت تعرف أن كل هذه الانظمة مختلف عليها حتي اليوم وايضامن الناحية الدستورية. اذن فإن اجراء انتخابات الرئاسة اولا هو المطلوب نظرا لوجود هذا الوفاق الوطني الكبير وغير المسبوق والذي سوف يسود كل ربوع مصر مع صدور الدستور الجديد وهناك حالة من الطمأنينة حيال ما صدر من رئاسة الجمهورية من ان كلا من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية سوف تتم خلال ستة أشهر، ومن ثم لا خوف علي هذه الخطوة من وجهة نظري.. ولكن عندما نتحدث نظريا فقط نجد ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية اولا.. اما عندما نتحدث عن السياسة علي ارض الواقع فسوف يختلف الحال كلية، لأن السياسة في الاساس تقوم علي المباديء العملية.
اذا أنت تجد اصحاب البدل الشيك والذين أخذوا السياسة من الكتب فقط يسعون للبرلمانية اولا لانهم لايريدون ان تتسخ هذه البدل مع ان المطلوب هو العكس وانه هو الصح لاننا في حاجة في الفترة القادمة إلي أن نلتف حول بعضنا البعض وننزل الي الشارع للانجاز علي ارض الواقع.
الرجل العسكري
وهل معني ما قلته منذ لحظات.. انك تفضل ان يكون الرئيس القادم لمصر رجلا عسكريا؟!
- أنا لم أقل ان يكون الرئيس القادم رجلا عسكريا علي وجه التحديد، وانما اقولك أنه لو نزل الفريق السيسي وانا اتمني ذلك وباعتباره كاريزما وانه شخصية تصلح لقيادة مصر في مثل هذه الظروف الحساسة التي يمر بها حاليا فسوف نوافق عليه.
ألا تخشي أن يكون ذلك وبناء علي ما يردده بعض المثقفين بداية لدخولنا مرحلة حكم عسكري جديد بعد ان تغيرت الامور بعد ثورة 52 يناير و03 يونيه؟
- دعني أقولك شيء مهم، وهو أن هناك كلام فيه مزايدة وكلام واقعي.. ومن ثم فهناك ايضا فرق بين حكم عسكري في مصر وبين وجود مثل هذه الشخصية.. لأن الامر هنا مختلف تماما.. فالقاضي يصلح لان يكون رئيسا وكذلك استاذ الجامعة.. فلماذا اذن لايصلح ضابط عسكري؟!
الدستور الجديد
وما هي الضوابط الموجودة في مثل هذه الحالة؟!
- الدستور الجديد.. لأننا يمكن أن نخاف من الحكم العسكري لو حكمنا بالقوانين العسكرية، وفي ظل الدستور الجديد فإن جميع المصريين سواسية امام القانون، وهو الذي سوف يحدد لنا كيفية محاسبة هذا أو ذاك.. وأعود واكرر لك انه ما دام قد اصبح لدينا دستور جديد فلا يمكن لاحد ان يحدثني عن حكم عسكري. بل سوف يكون حكما دستوريا. بصرف النظر عن الشخصية أو عن المكان الذي أتي منه، الرئيس القادم.
ومرة ثانية اسألك.. ألا تخشي عندما يتولي الفريق السيسي هذه المسئولية لحكم مصر أن يؤكد ما يردده الغرب من أن ما حدث في مصر يوم 03 يونيه انما هو انقلاب وليس ثورة؟!
- هذا الموضوع انتهينا منه، وثبت للعالم كله أنها ثورة شعبية وامااذا ما تولي الفريق السيسي أو أي شخصية عسكرية أخري هذا المنصب من قبل اقرار الدستور الجديد، فعلا يمكن لك أن تطبق عليه ما تقوله. ولكن ما دامت انتخابات الرئاسة قد حدثت او سوف تحدث في ظل الدستور الجديد عندئذ يصبح الرئيس القادم رئيسا لمصر دستوريا ومهما كان مسماه، واي كلام يقال غير ذلك فهو جدل غير مقبول.
أعرف ويعرف الكثيرون غيري انك شاعر كبير فهل لم تتأثر بهذه المناسبات القومية وتكتب من خلالها اشعارك الجديدة؟!
- لا.. ازاي.. لقد كتبت اشعارا واغنيات، وآخر ما كتبته اغنية بعنوان »مش بالعنف«.
وماذا تقول فيها؟!
- أقولك ياسيدي:
حتي ولو أنت قلبك جاحد
تقدر في اليوم الواحد
تقتل مية وتجرح ألف
مش بالعنف
العدوان بيولد ضده
والبركان ما حد يهده
وبخلاف ذلك هناك شطرة مهمة جدا واقول فيها:
الدم السايح بيجنن
وطبيعة الانسان بتجنن
ازاي الشيطان يتفنن
انها بالفعل اغنية مسجلة ويتم اذاعتها حاليا وهي من تلحين الموسيقار احمد الحجار.
وهل معني ذلك انك لم تكتب الي اليوم قصيدة بالفصحي تعبر فيها عما يدور بذهنك؟!
- في هذا الوقت الامر مستحيل، لأنني رأيت ان كلمات الاغنية هي اقرب تعبيرا عما يدور حولنا الآن وهذا معناه انني خرجت من الفصحي الي العامية من العامية الي الاغنية، تعبيرا عن الالتحام بالناس في الشارع.. وربما أتي ذلك من ايماني بأن لغة الشعر تشبه الالوان لدي الرسام، وان المبدع الحقيقي يستطيع أن يكون متفوقا بصرف النظر عما يحدث حوله.
وهل من المنتظر أن تخرج لك المطابع قريبا ديوانا بالعامية؟!
- الذي سمعته منذ لحظات هو كلمات اغنية، وانا اقوم بتقديم هذا النوع من الابداع تحت ضغط الاحداث التي تمر بنا وتحت ضغط مسئوليات العمل بالهيئة.
المثقف والمستقبل
دعنا نختم هذا الحوار بدردشة ثقافية مهمة ونسألك.. هل ما قام به الرئيس المؤقت عدلي منصور من تكريم بعض رموز الفكر هو نوع من المصالحة مع المثقفين؟
- العلاقة بين المجتمع والمثقفين علاقة دائمة ومتبادلة واذا ما حاولنا تطبيق هذه المقولة علي ما فات نقول ان احتجاب انشطة المثقفين ربما كان يرجع الي اما ضعف الامكانيات الاقتصادية واماالي عوامل سياسية كانت تهدف الي احداث هذا الاحتجاب.. وهنا اقولك انه اذا كانت الناس تحمل دائما وزارة الثقافة مسئولية تثقيف المجتمع، خاصة عندما نتحدث عن ثقافة المجتمع ونشر الوعي.. فنحن امام نوعين من المفاهيم الاول ما نسميه بالثقافة الاختيارية والثقافة الاجبارية والتي تمثلها المدرسة والجامعات والمسجد والكنيسة واما الاختيارية مثل الكتاب والصحافة والسينما، وهي من الثقافة التي تقدمها وزارة الثقافة. عندئذ تجدنا نتحدث عن وسائل تشكيل الوعي ومن ثم فلايصح ان نحمل كل هذه المسئولية لوزارة الثقافة. ولذلك فإنه من المفترض ضرورة ان تكون هناك منظومة متكاملة وهي التي بدأت الحكومة الحالية فعلا في تنفيذها علي ارض الواقع. واما حين نعود للحديث عن المثقف ودوره في المرحلة القادمة فأقولك انها لابد ان تكون علاقة تبادلية!
بدليل انه وفي ظل التوجه السياسي الخاص ونقص الامكانيات الاقتصادية يحدث اما الاختفاء المؤقت لدور المثقف وبالمناسبة دعني اقولك ان ميزانية وزارة الثقافة تبلغ فقط 80.0٪ . يعني اقل من واحد صحيح من حجم ميزانية الدولة. وهذا لا يليق ابدا بمصر وبدورها. وفي المقابل كان هناك نوع من الزهد ومن اليأس عند المثقفين. أما الدرس الذي استوعبناه جميعا بعد ثورة 52 يناير وانا اعرف ماذا اقول كان للشباب فيه دور كبير وقد تأثروا بالمثقفين مما اعاد لناالامل من جديد ولهؤلاء المفكرين والمثقفين ايضا.. وليس ذلك فقط بل لقد اكتملت هذه الدائرة بالتحام كل المثقفين خلال ثورة 03 يونيه ومن هنا جاء تفهم الرئاسة والحكومة الحالية لاهمية تكريم هؤلاءالرموز.
صحوة جديدة
وهل لديك أقوال أخري؟!
- ان لدينا في هذه المرحلة من تاريخ مصر، صحوة من جانب المثقف، بحيث لا نستطيع فقط ان نقول بانه بدأ يستعيد مكانته في المجتمع.. وهذه المكانة لاتضيع ولاتختفي ابدا وانما اريد ان اقول بأن هذا المثقف قد بدأ يستعيد الأمل في أن دوره قد اصبح قادرا علي الفعل في المجتمع. كما ان السلطة قد بدأت هي الأخري تستعيد وعيها.. وعرفت بان عقلها قد اصبح يتمثل في عقول المثقفين ومن ثم لايمكن ان تكون ادارة البلاد في الفترة القادمة بعيدة عن هذا المفهوم.. وهذا التلاقي اعتبره قادرا علي ان يدفع الوطن الي الامام في اقصر وقت ممكن.
وهل معني ذلك انك مطمئن لأن يكون للمثقف دور كبير وهام في الفترة القادمة؟!
- نعم وانا واثق من ذلك.
وما هي ملامح هذه الثقة؟!
- ذلك لأن مصر وفي ظل الظروف الجديدة خاصة بعد التصويت علي الدستور الجديد.. قد وضعت اقدامها فوق ارض صلبة انتظارا للانطلاق الي المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة