عندما قام عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين بتسليم نسخة دستور مصر الجديد إلي الرئيس عدلي منصور لتوقيعها تمهيدا لإعلان موعد الإستفتاء . كان هذا إعلانا ببدء التنفيذ الحقيقي لخارطة المستقبل التي جاءت بها ثورة 30يونيو ودعوة خالصة لأن يكون تصويت الشعب المصري بجميع طوائفه بكلمة نعم في الإستفتاء حتي يمكن أن ننطلق بعد هذا الدستور الجديد الي الإنتخابات النيابية والرئاسية من أجل تحقيق الديموقراطية والنهضة الشاملة الحقيقية لجميع مناحي الحياة في مصر ..نعم قامت لجنة الخمسين لإعداد هذا الدستور بجهد عظيم علي مدار جلساتها المتواصلة والمتلاحقة والتي شهدت أجواء ضبابية أحيانا وقاتمة أحيانا ولكنها دائما ما كانت تتم في غاية الشفافية وتحت بصر وسمع جميع أعضاء اللجنة سواء الأساسيون منهم أو الأحتياطيون ..ولم يكن ميلاد هذا الدستور سهلا وميسرا بل شهد في كثير من المناقشات اختلافات وخلافات جعلت ولادته متعسرة خاصة وأن جميع من كانوا تحت قبة مجلس الشوري يتمتعون بمنتهي الحرية دون خوف أو ضغط خارجي بل كان الهدف الأوحد لهم أن يخرج الدستور معبرا عن الحركة الوطنية التي يسعي لها الشعب المصري بكل قواه وأحزابه السياسية وأن تعيش مواده الدستورية لسنوات عديدة ترسم المستقبل المشرق الذي ينتظره الجميع ..ولذا يمكن القول بأن الدستور الجديد امتاز عن سابقيه بأنه يحقق كل الآمال الآماني ويرسم الحقوق والواجبات للمواطنين والحكومة ويجعل من منظومة العمل الوطني والسياسي هدفا لكل المصريين مادام في خدمة الوطن والمواطن ولا يمكن أن ننسي دور مايسترو لجنة الخمسين عمرو موسي الذي استطاع أن يقود دائما دفة الحوارات والمناقشات داخل القاعة ويؤلف بين المختلفين ليصل دائما لوفاق علي معظم مواد الدستور لينتهي العمل في الموعد الذي حدد منذ بدء خارطة الطريق كما أن اللقاءات الصحفية التي نظمها الكاتب محمد سلماوي كان لها دورا كبير في الرد علي استفسارات الشعب المصري من خلال الصحافة والإعلام و كانت الجلسة النهائية أكثر من رائعة عندما وقف الجميع يحيون النشيد الوطني بعد أن تم التوقيع النهائي علي جميع مواد الدستور ..إلا أن المشهد لم يكتمل كالعادة لانسحاب ممثل حزب النور من القاعة حتي لا يقف تحية لنشيد بلاده ..وهذا موقف لا أجد له تفسيرا لأنه مهما كان فالأمر غاية في الغرابة!!.. جميعنا يتساءل :متي تنتهي فوضي الطلاب في الجامعات؟ هذا السؤال يمثل حزنا كبيرا في نفوس أولياء الأمور من تلك المظاهرات والاضطرابات والفوضي التي يقوم بها الأبناءوالبنات داخل أسوار الجامعات والتي أصبحت تعطل الدراسة وتهدد أمن وأرواح الطلاب والطالبات وحتي الأساتذة خاصة و أن هناك أنقساما كبيرا بين الطلاب الي فريقين الأول يتبع الإخوان وهم الذين يقومون بالعدوان دائما علي بقية الطلاب الممثلين للفريق الثاني .. الأمر يحتاج الي إعادة النظر في ضرورة عودة الحرس الجامعي فورا!!.