فوزى مخيمر ذكرني كتاب »خفايا حصار السويس« للمؤرخ السويسي حسين العشي بذكري قرار وقف اطلاق النار الاول مساء 22اكتوبر عام 1973م حتي يوم 29يناير 1974م، وهي الفترة التي حاول فيها الجيش الاسرائيلي باستماتة اقتحام مدينة السويس، وظل علي أبوابها مائة يوم ينتظر استسلام المدينة وسقوطها من الداخل، ليثبت للعالم ان حرب 6 اكتوبر كانت مجرد وهج وانتهي. ظلت المقاومة الشعبية لأهالي السويس رابضة ساهرة طوال ليلة 23 أكتوبر في انتظار الهجوم الانتحاري للقوات الاسرائيلية، ولم تنم مصر كلها هذه الليلة.. ظلت تترقب المعركة الشرسة المتوقعة، بعدما أحكمت فرقتان من أقوي فرق المدرعات الاسرائيلية حصار المدينة وقطعت ليلتها ترعة المياه العذبة نهائيا عن السويس. في السادسة و15 دقيقة شن الطيران الاسرائيلي قصفه الوحشي علي المدينة، ثم انضمت المدفعية الي الطيران بعد دقائق، بالتركيز علي منطقة الزيتية شركات تكرير البترول ومنطقة الجناين المطلة علي القناة، ولاحظ رجال الجيش والمقاومة الشعبية أن الطيران والقصف المدفعي تجنب مداخل المدينة الرئيسية الثلاثة، كي يتمكن من دخول المدينة دون عوائق في مداخلها الثلاثة الشمالية (محور منطقة الجناين الطريق القادم من الاسماعيلية) والغربية (الطريق القادم من القاهرة الي السويس) والجنوبية (طريق الادبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ حتي مبني المحافظة وميناء بورتوفيق). في العاشرة صباحا، بدأ الهجوم الاسرائيلي بشكل متتابع علي مداخل المدينة الثلاثة، ومع بداية طلائع الكتيبة الاسرائيلية من طريق الجناين متجهة الي وسط المدينة حتي ميدان الاربعين تصدت لها اكمنة الجيش والشعب ببسالة منقطعة النظير، وفي نفس الوقت تقدمت كتيبة اسرائيلية ثانية من طريق الزيتية وثالثة من محور المثلث وكلها تستهدف الاتجاه نحو قلب المدينة، ووجهت القوات الاسرائيلية بوابل من صواريخ ار بي جيه التي اربكت المركبات الاسرائيلية، وألقيت المواد البترولية علي المجنزرات والدبابات لتحرقها مما أربك القوات المعادية. عصر الرابع والعشرين من اكتوبر دارت معارك طاحنة حول مبني قسم الاربعين وسط المدينة، ويستشهد العديد من الابطال علي اسوار القسم وفي اماكن متفرقة من السويس، وتتواصل المقاومة في كل مكان، وفي المساء خرج السوايسه يشاهدون خسائر العدو ويتبادلون التهاني بعد انسحاب القوات الاسرائيلية الي خارج المدينة مرة ثانية.. تحية الي شهداء السويس.