عبدالقادر شهيب لان الغشاوة قد جثمت علي قلوبهم، ولان الظلمة قد اعمت عقولهم، ولان العدوان قد سيطر علي نفوسم، لن يراجع الاخوان انفسهم ولن يتوقفوا عن ممارسة خطاياهم، وسيمضون في ارتكاب جرائم العنف التي اعتادوا عليها منذ قرر الشعب الاطاحة بحكمهم.. وقد كان ما حدث يوم الجمعة الماضي بروفة لما انتوي الاخوان القيام به اليوم السادس من اكتوبر. فالاخوان لا يرون ولا يعقلون ولا يتفقهون ولا يتدبرون.. الانتقام هو الذي يحركهم لاننا انتزعنا منهم اعز ما يملكون وهو السلطة، بعد ان اساءوا استخدامها وكادوا ان يدمروا بها دولتنا وجيشنا ويؤذون وطننا. انهم باتوا يدركون الان ان الماضي لن يعود، وان الحكم ضاع منهم ولن يقدروا علي استعادته، خاصة بعد ان تبدلت مواقف الامريكان والاوروبيين الذين كانوا يراهنون علي تدخلهم لمساعدتهم في استعادة هذا الحكم الذي حلموا به وعملوا للوصول اليه خمسة وثمانين عاما. لذلك انطلق الاخوان في ظل غياب العقل للانتقام منا لاننا طردناهم من السلطة، وذلك من خلال العنف الذي ينتهجونه وعمليات البلطجة التي يمارسونها في شوارعنا والمؤامرات التي ينظمونها لقتل من تطوله ايديهم بوحشية وخسه ونذاله، مثلما فعلوا ذلك في رابعة والنهضة وأماكن اخري شتي، حتي انهم دبروا لحوادث قطارات بنزع مسامير قضبان السكة الحديد في الصعيد.. لكن اليقظة الامنية والشجاعة الشعبية التي غلت ايدي الاخوان واشعرتهم بالعجز.. فهم اينما ذهبوا تصدي لهم الناس وأجبروهم علي التوقف والانصراف. اذن لم يتبق امام الاخوان سوي محاولة ايذائنا نفسيا، من خلال البذاءات والشتائم والتهديد بافساد فرحتنا بيوم عزيز غال علينا هو يوم 6 أكتوبر وهكذا فان اختيارهم هذا اليوم للخروج الي الشارع والتظاهر ومحاولة اقتحام ميدان التحرير وغيره من الميادين كان اختيارا مقصودا ومتعمدا.. فالعاجز اذا لم يعترف بعجزه وضعفه ويراجع نفسه وظل اسيرا لغبائه سوف يتصرف بحماقة وتهور وهذا هو حال الاخوان الان فهم صاروا اسري عجز ورغبة عارمة في الانتقام منا ممزوجة بغباء سياسي حاد، ولذلك يتصرفون بحماقة وتهور طوال الوقت وكلما اخفقوا في ان يحققوا شيئا تمادوا اكثر واكثر في الحماقة والتهور حتي اعيت حماتهم من يداويها اصحاب مبادرات المصالحات السياسية واصاب التهور بالاذي من مد يده اليهم لمساعدتهم والاعتداء علي الزميل خالد داود كاشف لذلك! غير ان النتيجة التي سوف يحصدها الاخوان بهذه الحماقة وهذا التهور هي خسارة كل شيء في ظل كراهية لهم دفعوا اليها شعبهم لها. لكن مثلما فشل الاخوان في استعادة الحكم ومثلما فشلوا في شل حياتنا ونشر الفوضي والاضطراب في عموم البلاد، فانهم سوف يفشلون في ايذائنا نفسيا، ولن يفسدوا فرحتنا بذكري نصر عزيز غال علينا.. ومهما ارتكب الاخوان اليوم من حماقات وجرائم سوف نفرح ونحتفل بذكري النصر علي الاسرائيليين في اكتوبر 1973 والنصر عليهم في يوليو 3102.