إذا كان هناك احتمال مازال قائما ولو ضئيلا أن يغفر الشعب للإخوان ما ارتكبوه من جرائم في حق بلدهم فإنهم أضاعوه بقرارهم الأكثر غباء وهو الخروج للتظاهر والاحتجاج يوم السادس من أكتوبر للتنديد كما يقولون بالقوات المسلحة وانقلابها! فهذا يوم العزة والكرامة الذي نفتخر به في تاريخنا الحديث.. ففيه استعدنا كرامتنا التي فقدناها في هزيمة يونيو 1967، حينما حقق جيشنا العظيم نصرا عزيزا غاليا بدونه ما كنا قد حررنا سيناء من احتلال جثم علي صدر ابنائها أكثر من ست سنوات.. وفي يوم 6 أكتوبر القادم تحديدا يكون قد مر علي حرب أكتوبر العظيمة أربعين عاما كاملة.. وعندما يتخذ الإخوان قرارا بافساد احتفالاتنا بهذا اليوم فإنهم بذلك يضعون أنفسهم في موقع العدو الإسرائيلي الذي يسيئه هذا الاحتفال لأنه يعتبر هذا اليوم يوم مأتم له.. لذلك لن يغفر الشعب أبدا للإخوان ما ينتوون القيام به يوم نصرنا العظيم. إن الإخوان بذلك القرار يصرون علي غبائهم الذي مازال يلازمهم منذ أن تولوا الحكم في يوليو 2012 وزادت درجته عندما فقدوا هذا الحكم في يوليو 2013.. بل إن هذا الغباء وصل إلي ذروته بقرار الخروج يوم السادس من أكتوبر لافساد فرحتنا واحتفالاتنا به. أعرف أن جماعة الإخوان لانها فقدت أعز ما تملك وهو السلطة صارت راغبة في الانتقام منا جميعا لاننا اتنزعنا منها هذه السلطة.. ولذلك لجأ الإخوان إلي كل ما من شأنه تعطيل وارباك وشل حياتنا وتعكير صفوها بقطع الطرق ووسائل المواصلات وإفساد الدراسة في المدارس والجامعات... بل إنهم لجأوا أيضا إلي ممارسة العنف ضدنا لاننا لا نرص بحكمهم باستدادهم وتصدينا لهم. وأعرف أيضا أن الإخوان يعتقدون أن لهم ثأرا خاصا مع قيادة الجيش المصري، وتحديدا الفريق أول عبدالفتاح السيسي وينظرون إليه باعتباره خائنا للرئيس الذي عينه في منصبه لمجرد أنه انحاز للشعب!.. بل إنهم بات لهم ثأر خاص مع الجيش المصري كله الذي كان طوال الوقت علي قلب رجل واحد والتف بقوة حول قيادته، ورفض الاستجابة لكل دعوات الإخوان للتمرد علي هذه القيادة والانشقاق أو رفض تنفيذ الأوامر. لكن خروج الإخوان يوم 6 أكتوبر القادم لم يحقق لهم انتقاما من الشعب ينشدونه أو ثأرا من الجيش وقيادته يهدفون إليه.. بل علي العكس تماما فإنه سوف يشعل غضب الجيش والشعب علي جماعة الإخوان.. فلن يغفر الشعب والجيش للإخوان مثل هذا الفعل الخسيس والوقح بل إنه سوف يخلق للشعب ثأرا في عنق الإخوان وبالتالي سوف تضيع كل احتمالات تطبيع علاقة الإخوان مع شعبهم مجددا في المدي المنظور.. باختصار كل ما سوف يكسبه الإخوان هو مزيد من كراهية شعبهم.