» الفينوثوات« اسم مبيد تردد في الآونة الأخيرة.. وارتبط بواقعة وجود آثار منه علي كميات من البطاطس تصل كميتها إلي 12 طنا وتم ضبطها في كفر الشيخ ! واستخدام المبيدات في مقاومة الآفات التي تهاجم المحاصيل الزراعية يعد مقبولا ومطلوبا ولازما شريطة أن يتم ذلك ضمن ضوابط محددة كفيلة بعدم الإضرار بالمحاصيل نفسها أو بالإنسان المستخدم لها. الدكتور أحمد حافظ أستاذ المبيدات بكلية زراعة كفر الشيخ وعميد الكلية السابق .. أوضح أن مبيد الفينوثوات مبيد فوسفوري وهو مبيد غير جهازي .. أي لا يصل تأثيره السام إلي النبات وأجزائه لكي يقضي علي الآفات التي تهاجمه بامتصاصه عبر جذور هذا النبات ثم صعوده مع العصارة النباتية عبر الساق ووصوله إلي بقية أجزاء النبات .. ولكن يصل تأثيره السام عن طريق الملامسة ولذا فإنه يتم رش النباتات به ، ليقع علي أسطح هذه النباتات خاصة الأوراق التي تهاجمها آفات دودة ورق القطن، الذي يقضي عليها هذا المبيد.. بتأثيره السام علي هذه الآفات، الذي يتلامس مع المبيد الموجود علي سطح النبات .. أو بتأثيره السام علي العقد العصبية لهذه الآفات إذا التهمت أو أكلت أجزاء من هذا النبات. وترجع خطورة هذا المبيد عند عدم الالتزام بضوابط الاستخدام إلي تأثيره علي الجهاز العصبي المركزي للثدييات أي الإنسان والحيوان يؤدي تناول هذه النباتات التي تم رشها بهذا المبيد ،ووصولها إلي المعدة إلي التأثير علي إنزيم " الكولين ستريز " .. وهو المسئول عن تحليل مادة الاستيل كولين (وهي مادة حيوية في الجهاز العصبي المركزي.. وتقوم هذه المادة بعد تحليلها من أداء دورها في تحقيق الاتصال الكيماوي بين الخلايا العصبية أي نقل الإشارات العصبية) مما يؤدي الي عدم اتمام هذه العملية الحيوية .. بالتالي تتراكم مادة الاستيل كولين دون تحلل، مما يؤدي إلي حدوث الانقباضات والارتعاشات في جسم الانسان ثم إلي حدوث الشلل وقد يصل الأمر إلي الوفاة ولذا فإن هذا المبيد يستخدم مع المحاصيل التي لا تؤكل كالقطن بصفة اساسية ومحصول الأرز وبعض الخضر وأشجار الموالح أحيانا. لكي يحقق هذا المبيد هدفه دون إضرار بالنبات نفسه أو بالإنسان المستخدم لهذا النبات .. فإنه يلزم استخدامه في ظل ضوابط محددة : أولها .. تركيز هذا المبيد ..حيث يجب أن تكون في الحدود المقررة المسموح بها .. حتي تكون سمية المبيد في الحدود الآمنة بالنسبة للنبات التي لا تسبب أضرارا مثل احمرار الأوراق وبالتالي هلاك النبات أو تأ ثر نموه ومحصوله . وبالنسبة للإنسان المستخدم لهذا النبات. أما أهم الضوابط فلابد من وجود فاصل زمني كاف بين ميعاد رش المبيد للنبات وجني المحصول واستخدام الأنسان لهذا النبات (ثلاثة اسابيع أو شهر تقريبا).. حيث يتم خلال هذه المدة الزمنية تحطم المبيد، وبالتالي اختفاء أو انخفاض سمية هذا المبيد للحدود الآمنة التي لا تضر بصحة الأنسان0 ويقول الدكتور أحمد حافظ أن استخدام هذا المبيد الفوسفوري مع محصول (درنات) البطاطس يعد جديدا ومحفوفا بالمخاطر خاصة وأن استخدام المبيد إما يكون في صورة زيت أو في صورة حبيبات0 ويرجح أن يكون تجار البطاطس قد استخدموا الحبيبات بعد طحنها، لتصبح كالبودرة ليسهل رشها علي الدرنات .. ولكون هذا المبيد كما أوضحنا يؤثر علي الآفات ويقضي عليها إما عن طريق الجلد أو الجهاز العصبي .. فإنه يقضي علي الآفات الثاقبة من حشرات الحفارات التي تهاجم درنات البطاطس وتقوم بثقبها، مما يؤدي إلي إصابتها بالفطريات وتعفنها !! وهكذا يكون التجار قد استخدموا هذا المبيد في حماية البطاطس من إصابتها بالعفن ! ولكن التحفظ هنا يكون في تركيز المبيد المرتبط به درجه السمية فهناك احتمال لأن يكون التركيز قد تجاوز الحد الآمن المسموح به ووصل إلي حد الخطر ، فضلا عن المدة الزمنية الفاصلة بين رش درنات البطاطس، وبيعها ووصولها للمستهلك .. فهناك احتمال لأن تكون هذه المدة غير كافيه لحدوث تحطم لهذا المبيد وانتهاء سميته وأثره الضار أو انخفاضه للحد الآمن المسموح به وهوما يعني الإضراربصحة الإنسان. وينبه أستاذ المبيدات قائلا : انه وفق المعلومات المتوافرة والأكيدة.. فان هذا المبيد "الفينوثوات" مصرح به من هيئة حماية البيئة الامريكية، وغير مصرح به بالنسبه للاتحاد الاوروبي.. ولذا فانه ومن منطلق المصلحة الوطنية.. فانه من الأفضل أن تلتزم مصر بالمعايير الأوروبية، ولاتسمح باستخدام هذا المبيد لكونها من الدول الأساسية المصدرة للحاصلات الزراعية خاصة البطاطس.