استعانت بعض الاعلانات بألحان لاغاني قديمة واخري بظهور شخصيات لفنانين منهم من هو علي قيد الحياة بما يضمن موافقته علي الظهور وحصوله علي مقابل مادي في استعانه احد الاعلانات بشبيه للفنان فؤاد المهندس وايضا لشخصيات كارتونية شهيرة مثل بوجي وطمطم وغيرهم. فهل هذا متاح وماذا عن حقوق الملكية الفكرية للالحان وللفنانين الراحلين هذا ما تتناوله السطور التالية في البداية تقول د. ليلي عبدالمجيد ان تقديم شخصيات واعمال من التراث في الاعلانات ليس بالامر الجديد ويوجد جانبان في هذا الموضوع جانب مادي وجانب معنوي.. فالجانب المادي يتعلق بحقوق المؤلف والملحن في الاغاني وبحقوق ورثة الشخصيات التي يعاد تقديمها ومن يخالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية اما الجانب الاخر فهو جانب معنوي ولدينا تجارب ناجحة لإعادة تقديم اعمال او شخصيات مثل فؤاد المهندس وبوجي وطمطم في الاعلان الذي يدعو الي اللمة تجد فيه قمة النجاح يكفي ان العديد من ابنائنا وجدوا فيه طفولتهم.. اما المثال الاخر وهو عندما حاولت احدي شركات الانتاج اعادة تقديم كارتون او مسلسل بوجي وطمطم بشكل اسلامي الامر الذي اثار استياء صناع العمل والجمهور. ويري د. سامي الشريف استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ورئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون الاسبق: ان فكرة استخدام اغاني قديمة للترويج عن سلعة امر جيد بشرط مراعاه حق الملكية الفكرية للعمل القديم وان يحصل اصحاب الميراث الفني والثقافي علي حقوقهم التي يضمنها لهم قانون الملكية الفكرية، ويتم الحفاظ علي قوام العمل دون اي تشويه مثلما حدث في عدة افلام مثل اللمبي عندما غني محمد سعد بعض الكلمات لأم كلثوم بطريقة مبتذلة رخيصة، فهذا يعتبر تشويها للاعمال الفنية اما اذا تم الحفاظ علي قوام العمل الاصلي فهذا امر جيد بل يثري المشاهد وينعش ذاكرتهم بهذه الاغاني. وتقول الاعلامية نجوي ابو النجا ان هذا الامر غير مقبول بالمرة فما يتم هو نسخ للاعمال القديمة ليس له اي علاقة بالعمل الاساسي، وانما يعتبر تقليدا ليس له معني او داع، وهذا ما يرسخ فكرة التقليد وليس الابداع، وهذا الامر غاية في الخطورة فيتم فيه تشويه العمل الاصلي فيما لا نستفيد من الافكار الجديدة، التي تواكب عصرنا هذا وليس القديم منها، لذا اري دائما ان كثيرا من المهازل ترتكب باسم الاعلام. وكان طبيعيا ان نسأل الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين المعنية بالحفاظ علي حقوق الاداء العلني والملكية الفكرية للاغاني والذي قال الجمعية ليس لها علاقة بالمطربين وانما تحافظ علي حقوق المؤلفين والملحنين بعيدا عن المطرب او مؤدي الاغنية. فالجمعية هي المدافع والوريث للملحن والمؤلف وهي التي تلتزم باعطائهم حقوقهم ولورثتهم من بعدهم اذا استغلت اعمالهم سواء في عمل اعلاني او درامي او غير ذلك. وعن ظاهرة استخدام الاغاني القديمة في المواد الاعلانية يقول سلطان: لا مانع لدي الجمعية من استخدام الالحان والكلمات لبعض الاغاني التي تحظي بشعبية كبيرة وشرط الجمعية هي ان لا يتم التغيير في اللحن ولا تحمل الاغنية اي الفاظ خارجة تسيء للحن والكلمات واصحابها.. بالاضافة الي حصول الجمعية علي مستحقاتها المالية قبل عرض العمل. واضاف سلطان ان حقوق المؤلف والملحن لا تسقط بالتقادم كما يشيع البعض كما ان الجمعية تحرص علي الحفاظ علي تلك الحقوق وان اي اعلان لابد ان يحصل علي موافقة الجمعية قبل ان يقدم أي لحن في اي عمل وهو ما حدث بالاغاني التي تعرض هذا العام ومن يخالف ذلك يتعرض للمساءلة القانونية. يقول الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين أن النقابة ليست جهة اختصاص في موضوع استغلال صورة الفنانين الراحلين أو حتي الموجودين، وأن دورها يأتي إذا تقدم أحد من هؤلاء الفنانين أو ورثتهم برفع قضية علي من يستغل شخصياتهم أو صورهم، ليكون دور النقابة مساندة الورثة عن طريق المستشار القانوني الخاص بالنقابة.. وقال: لم تصلنا أي شكوي حتي الآن، سواء من ورثة فنان مثل فؤاد المهندس أو فنانين مثل نيللي وسمير غانم الذين استغلت شخصياتهم أيضا في أحد الإعلانات الأخيرة، ولم تصلنا شكاوي قبل ذلك أيضا. وأضاف عبدالغفور أن قانون الملكلية الفكرية هو الضمان لحقوق هؤلاء الفنانين وغيرهم من أصحاب الفكر، لذلك نحارب من أجل تطبيقه في مصر.