تقرير اليونسكو الذي تم اعلانه أخيرا بأكاديمية البحث العلمي جسد خطورة واقع البحث العلمي في مصر والدول العربية. أكد التقرير ان الانفاق الإجمالي علي البحث العلمي في الدول العربية متدن وان الانفاق علي البحث العلمي في مصر لايتجاوز 23.0٪ حتي الآن من إجمالي الانفاق العام. ورغم خطورة هذه الأرقام.. الا أن أكثر ما لفت نظري في التقرير هو الجزء الخاص بالعلماء العرب البارزين عالميا. فقد أكد التقرير ان معظم هؤلاء العلماء يعيشون في الغرب وانهم - للأسف - لا يقدمون أي اسهامات في الانتاج المحلي لبلادهم!! والسؤال الآن لماذا تنقطع »الصلة« بين العلماء المهاجرين وبين بلادهم العربية ومنها مصر؟ والحقيقة انني لا اقصد بالصلة.. الزيارات الاعلامية التلميعية التي يضع فيها العلماء برنامجا اعلاميا مسبقا ينظمه له مستشاروه بل اتساءل عن الزيارات العلمية التي يسعي خلالها العالم لعقد بروتوكولات تعاون أو برامج بحثية مشتركة مع جامعة أو جهة بحثية أو غيرها من الجهات التي يمكن ان تستفيد بخبراته وانجازاته. اننا لا نستطيع ان نتجاهل وجود بعض العلماء المصريين الحريصين علي تقديم اسهاماتهم العلمية لمصر مثل العالم الكبير د. مصطفي السيد الذي يسير برنامجه البحثي في المركز القومي للبحوث علي قدم وساق لسرعة انجاز ابحاثه في مجال السرطان. لكني اتساءل عن عشرات ومئات العلماء الذين لم يفكروا في مثل هذه المبادرات أيا كانت المصاعب أو التحديات التي يدعونها. المحررة