تظل ذكري الوقوف بعرفة والطواف بالكعبة المشرفة ورمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة وسائر شعائر الحج لبيت الله الحرام.. اغلي ذكري علي قلب أي مسلم منّ الله عليه بأداء هذه الفريضة.. تمر السنون وتتغير الحوادث زمانا ومكانا ولايتسع شريط الذاكرة اتساعا تاما وكاملا إلا لرحلة الحج الغالية وكل ما اعتراها من أحاسيس ومشاعر جميلة فياضة ادعو الله ان يمن بها عليّ مرة أخري ويرزق بها كل مشتاق. هناك ينسي المسلم كل امور الدنيا ولا يشغل قلبه وعقله غير الله سبحانه وتعالي، فيقبل عليه بكل جوارحه ويا سعده عندما ينعم الله عليه بلحظة قرب واحدة تنفتح معها مغاليق القلب وتصفو بها النفس وتسمو لها الروح.. ملايين من الحجيج رجالا ونساء، رؤساء ومرءوسين، حكاما ومحكومين، كبارا وصغارا، بيضا وسودا.. الكل يلبس رداء واحدا خاليا من المخيط.. رمزا ساميا يذكر بيوم الحشر يوم هم بارزون لايخفي علي الله منهم احد.. فاذا حج المسلم واكمل خامس الاركان وكان من مال طيب حلال وخلصت فيه النية والتوبة لله.. كان حجا مبرورا وكما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم فان الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.. فهي إذن فرصة متجددة علي مدي الوف السنين والي ان يرث الله الارض ومن عليها.. أمام المسلمين في كل عام ان يسارعوا الي اداء الركن الخامس حتي يتطهروا من ذنوبهم ويرجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.. صفحات بيضاء من جديد لا يخطون فيها إلا كل ما يرضي الله عز وجل عنهم. بمناسبة الحج والحديث عن »الصفحة البيضاء« اتعجب من كل مسلم عاقل بالغ رشيد قادر علي الحج ماديا وبدنيا ثم يتراخي فيه ويتكاسل عنه.. بينما قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: »ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين« صدق الله العظيم.