السير في اتجاه واحد وضع فرضته الظروف المتردية وحالة الانفلات الأمني التي يشهدها الشارع المصري علي دراما رمضان 3102، أن تظل حبيسة داخل الاستديوهات تفادياً لوقوع أية أحداث شغب وبلطجة أو مظاهرات.. والسؤال هذا الوضع هل ينعكس بالسلب علي العمل ومصداقيته ومدي جاذبيته لدي المشاهد خاصة في ظل المنافسة مع الدراما التركية التي أصبحت رقم »1« من حيث إبهار الصورة والمناظر الطبيعية؟ تؤكد الفنانة إلهام شاهين أنها لم تضع كل هذه الحيثيات والمخاوف من الانفلات الأمني في حساباتها مع مسلسلها الجديد »نظرية الجوافة« فالعمل كما تقول: ينفذ بشكل طبيعي كما هو حسب مقتضيات السيناريو، فالمشاهد الخارجية وهي كثيرة في هذا العمل تصور كما هي أياً كانت الأماكن، وكل مشهد في مكانه الطبيعي، وكذلك المشاهد الداخلية، ولم تتعمد زيادتها علي حساب الخارجي. وتواصل: بالنسبة للانفلات الأمني فإن دخولنا الاستديو لن يمنعه ولو كان هناك احتمال حدوث أي توتر أو شغب سيحدث في أي وقت وأي مكان، فهناك العديد من حالات التحرش وحوادث السرقات والكثير من الأوضاع السيئة في الشارع المصري، لم يتأثر بها الفنان وحده وإنما الشعب المصري كله.. وأوضحت أن كل ما يمر علينا مجرد ظواهر علينا فقط أن نستفيد منها ولكن يجب أن نتيقن أن مصر ولادة دائماً للمبدعين والعباقرة ولدينا معين إبداعي لم ولن ينضب وهو ما يجعلنا مستعدين دائماً وقادرين علي أي منافسة. وتتفق معها في الرأي الفنانة رانيا فريد شوقي التي تواصل حالياً تصوير مشاهدها ضمن مسلسل »نقطة ضعف« مؤكدة أن معظم مشاهد المسلسل يتم تصويرها في الشارع رغم أن كلمة »الأمان« لم تعد موجودة في قاموس الشارع المصري، فإذا هربنا من الشارع خوفاً من الانفلات الأمني، فما المكان الآمن الذي يمكن أن نصور فيه؟ مدينة الإنتاج الإعلامي مثلاً؟ والكلام لرانيا أصبحت مرعبة جداً، وأصبحنا نخاف منها، فمن الذي يضمن لنا الأمان فيها، فهي معرضة للحصار في أي وقت، مثلما حدث تكراراً طوال الفترة الماضية.. وتوضح رانيا أن تحويل المشاهد الخارجية إلي داخلي بشكل عام بمثابة خطأ كبير جداً، فالمشاهد يريد دائماً تجديد وتغيير في الصورة، وأعتقد أنه فنياً من المفروض أن تنتقل الكاميرا إلي خارج البيوت حيث الشوارع والحدائق والأماكن العامة. بينما يري المخرج رائد لبيب أن نقل التصوير من خارجي إلي داخلي أياً كانت أسبابه من شأنه أن يفسد العمل ويؤثر بشدة علي مصداقيته ويجعل الصورة فقيرة، ولو أن المخرج اضطر لذلك تحت أي ظروف فإن النتيجة تكون ضد الدراما وبالتالي فالأفضل تأجيله أو التراجع عنه. ويواصل: الدراما التركية مثلاً تعتمد علي الصورة ويستمتع بها المشاهد، بل إنها بالفعل بدأت تسحب البساط، فهي »نزيد الطين بله« ونقيد أنفسنا داخل الاستديوهات؟ أعتقد أن ذلك يعيد الدراما إلي ما كانت عليه في فترة الستينيات وهو ما يجعلها بالطبع نفتقد عنصر الجاذبية. ويختم درائد لبيب كلامه: لا أحد ينكر أن هناك حالة ارتباك بسبب الانفلات الأمني طبعاً والناس خايفة جداً، ولكن ليس هناك بديل. ويقول المؤلف مجدي صابر إنه لا بديل عن المشهد الخارجي وإن كانت الظروف أحياناً تحتم علي صناع الدراما أن يتم التصوير داخل الاستديوهات. ويؤكد أنه شخصياً أكثر المتضررين من الانفلات الأمني، فقد اضطررنا لتأجيل مسلسل »سلسال الدم« عاماً كاملاً بسبب هذا الانفلات خاصة أنه يتضمن مشاهد أمن مركزي وضرب نار وجبال في الصعيد، ورفض الأمن أن يمنحنا تصاريح التصوير كما رفض إمدادنا بأفراد أمن مركزي أو أن يمنحنا »حماية« خشية تعرضه للبلطجة.. وهناك أعمال كسرت حاجز الخوف ولكنها للأسف تعرضت لأعمال بلطجة من تحطيم وسرقة سيارات فريق العمل، بل إن بعض البلطجية فرضوا عليهم إتاوات لحمايتهم أثناء التصوير، وبالتالي فالبلطجي أصبح بديلاً للأمن إما أن يحميك أو يرعبك! مما يذكر أن المخرج جمال عبدالحميد كان قد قرر أن يتم تصوير جميع مشاهد مسلسله »الركين« داخل أسوار مدينة الإنتاج الإعلامي خشية من تعرض فريق العمل لأي مخاطر أمنية خارجها.