تطهير القضاء والإعلام مطلبان أساسيان من مطالب الثورة كما هو معلوم للجميع والآن عندما بدأ الرئيس الدكتور محمد مرسي تنفيذ خطوات الإصلاح وقفت المعارضة في صورة عجيبة تشيع مقولة أخونة القضاء وهو زعم عجيب ،كل مايصدر من الرئيس مرسي من قرارات ليس إلا أخونة الدولة وهو بهتان كبير،كلنا نعرف أن الفساد طال الكثير من مفاصل الدولة وهي حقيقة مؤسفة لكنه واقع مرير يجب مواجهته والبدء في عملية التطهير، وهو مايعد إصلاحا لهذه المؤسسات. ولكن الإعلام المأجور والذي يردد صباحا ومساء عبارات اخونة الدولة ليصيب المواطن البسيط بالبلبة ،وهو بالطبع مقصود،فالدور قادم علي الإعلام الذي يحتاج الي ثورة حقيقية فالفساد كامن في معظمه ،وهؤلاء يدافعون عن وجودهم،ولو علي حساب مصلحة الوطن ،والضجيج الذي صاحب الرغبة في خفض سن إحالة القضاة الي المعاش عند سن الستين ناسين أن مايحدث في مصر من مد سن الخدمة الي السبعين ومافوقها هو مخالف للطبيعة البشرية ،الإنسان بعد سن الستين يحدث له تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية ،ومع تقدم العمر يزداد فرص الإصابة بالزهايمر"خرف الشيخوخة"ذلك المرض الذي اصاب بعض من كانوا في قمة السلطة واتسمت حياتهم بالعمل الجاد ولم يمنع هذا من إصابتهم بالزهايمر مثل الرئيس الفرنسي الأسبق "جاك شيراك"و الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان"والمرأة الحديدية "مارجريت تاتشر"رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق،ومع التقدم في العمر تزداد الهلاوس السمعية والبصرية،وطبعا هذه الأعراض لا تظهر بوضوح ولكن في اشكال لا يلاحظها المسن نفسه،والشاهد من هذا أن التقدم في العمر مرحلة نمر بها جميعا ولكن علينا احترامها،إحالة ثلاثة آلاف قاض للتقاعد ليس نهاية العالم ،مصر مليئة بالقامات الشريفة والنزيهة والقادرة علي ممارسة مهام من يتم إحالتهم للتقاعد،مايقدم عليه الرئيس محمد مرسي من خطوات هي مطلب عام بالتطهير والإصلاح ولكن بعض قوي المعارضة تسير علي مبدأ "خالف تعرف"ولأن خطوات الإصلاح جاءت من الإسلاميين فلا! هذه الكراهية لكل ماهو إسلامي وحشد آلاف من الشباب لمناهضة هذه الإصلاحات لن يصب في مصلحة مصر ولكن للاسف يصب في مصلحة أعداء الوطن. نحلم بمصر يتمتع قضاؤها كله بالنزاهة والشرف ،نريد قضاة لا تحوم حولهم اي شبهة، حتي نطمئن لمستقبل القانون في بلدنا ،ان العديد من الأحكام التي صدرت في قضايا بعينها يشوبها تعاطف مع الفاسدين،ومن يردد ان من لديه مستندات فليتقدم بها قول حق يراد به باطل،فهل سيتفرغ الناس للعمل كمخبرين ويدخلون الغرف المغلقة للاطلاع علي مايجري في الخفاء!؟ بالطبع لا ولكن اي شبهة تطال اي اسم ،عليه الابتعاد فورا عن منصة القضاء المحترمة،أما مقارنة وضع القضاء المصري بغيره فهو مقارنة ظالمة فقد نجح المخلوع في إفساد اخلاق المصريين علي مدي اربعين عاما وابالطبع هناك بعض القضاة الفاسدين يندرجون تحت هذا. الإصلاح يبدأ بخطوة لابد من تحمل قراراته علي البعض، مصلحة المصريين لها الأولوية الأولي وليس مصلحة البعض الذين يدافعون عن مميزات حصلوا عليها خلقت منهم طبقة غير باقي المصريين،كلنا مع الإصلاح والتطهير وكفانا ترصدا للرئيس وكل مايفعله، لتبدأ عملية التطهير وكل قاض شريف سيبقي في مكانه لا يقترب منه أحد فنحن في امس الحاجة للشرفاء بعد أن غيبوا عن قصد لإفساح المجال للفاسدين.. تطهير القضاء والإعلام مطلب ضروري ومهم لتحقق الثورة أهدافها وكفانا هدما وتقريظا لكل مايصدر عن الإسلاميين ،واتركوا السفينة تسير حتي نحيا جميعا الحياة الكريمة التي نستحقها كمصريين وليتحقق العدل علي اكمل وجه بوجود قضاة فوق مستوي الشبهات في كل الدوائر وليس بعضها. حديث نبوي شريف: قال النبي صلي الله عليه وسلم:القضاة ثلاثة، قاضيان في النار وقاض في الجنة،قاض قضي بالهوي فهو في النار،وقاض قضي بغير علم،فهو في النار،وقاض قضي بالحق،فهو في الجنة"رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما.