التحالف« بين البلدين يثير المخاوف.. وينهي التعاطف المصري الأمريگي الأوروبي روسيا توفر گميات الغاز والقمح التي تحتاجها مصر بأسعار مخفضة عودة الدولة للسيطرة علي المشروعات الگبري بعد فساد الخصخصة ألقي الرئيس محمد مرسي بكل ثقله ليستعيد العلاقات مع روسيا .. تحدث بكل صراحة ووضوح عن نوع جديد من التحالف المصري الروسي في جميع المجالات.. وعلي رأسها المجال السياسي.. ربما لم يكرر الرئيس مرسي نفس الكلمة التي قالها لدي استقبال الرئيس الروسي بوتين له في قصر الرئاسة بمنتجع »سوتشي«، لكنه تحدث في مباحثاته الموسعة مع بوتين، بحضور مجموعة من أهم الوزراء والشخصيات من الجانبين، عن تعاون ومذكرات تفاهم تعيد إلي العلاقات حميميتها السابقة.. وإن كانت تعتمد هذه المرة علي مصالح حقيقية تستفيد منها روسيا ومصر. الرئيسان د. محمد مرسي وفلاديمير بوتين أثناء المؤتمر الصحفي لقد نجح الرئيس مرسي في أن يعيد إلي ذهن الرئيس بوتين، والقيادة الروسية مصر وأهميتها ودورها المحوري في المنطقة والعالم.. وأن يسعي بوتين بنفسه إلي تفعيل نشاطات التعاون بين البلدين.. وتفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. واذا كنا قد ركزنا علي النتائج المهمة التي توصل إليها الجانب المصري في المباحثات.. فإنني علي ثقة بأن الدور الذي لعبه الرئيس مرسي منذ التقي بوتين في ديربن بجنوب افريقيا مارس الماضي قد كان له أبلغ الاثر في ذلك.. كما أن العناية الكبيرة التي تم بها اختيار مجموعة الوزراء والشخصيات المشاركة في الوفد المصري ساعدت علي ذلك.. منها مثلا اختيار وزير الخارجية محمد كامل عمرو الذي التقي نظيره الروسي سيرجي لافروف وكذا وزير الزراعة صلاح عبدالمؤمن ووزير الاستثمار اسامة صالح ووزير البترول أسامة كمال ووزير الصناعة والتجارة حاتم صالح ووزير الكهرباء أحمد إمام إضافة إلي مساعدي الرئيس عصام الحداد وأيمن علي والسفير المصري لدي روسيا محمود الديب ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السفير رفاعة الطهطاوي وعدد آخر من المساعدين والمستشارين. بهذا التشكيل لوفد مصر نعرف قيمة حجم التعاون وفلسفته الجديدة مع روسيا.. ابتداء من سياسة خارجية تتفق علي التشاور المستمر بين البلدين في مختلف القضايا.. وعلي موقف سريع لانهاء الأزمة السورية من دون تدخل أجنبي أو حل عسكري دعما لفكرة مصر بضرورة التوصل إلي حل سلمي وقانوني يوقف المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري.. وهذا التعاون ممتد إلي ضرورة تسوية النزاع العربي الإسرائيلي من خلال عمل الرباعية الدولية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.. مع تفعيل المفاوضات السياسية. بيان بوتين لقد أكد بوتين أن مصر ضمن أقوي ثلاث دول جاذبة للسياحة الروسية.. وطالب السلطات المصرية بتوفير الأمان للسياح الروس وقد أوضح الجانب المصري أن مصر تتجه إلي الاستقرار والأمن إضافة إلي الحد من حوادث سائقي المركبات السياحية مع زيادة الرقابة عليهم. وأشار بوتين في بيانه الصحفي إلي أن مصر وروسيا تحتفلان هذا العام بمرور 70 عاما علي إقامة أول علاقات دبلوماسية بين البلدين مؤكدا أن هذه العلاقات قائمة علي الاحترام والصداقة بين الشعبين.. وأنه بهذه المناسبة نعلق أهمية خاصة علي مصر كدولة محورية في العالم العربي والإسلامي والدولي.. ونسعي إلي تنويع التبادل التجاري من خلال إقامة علاقات اقتصادية واستثمارية منها تبادل الاستثمارات والتعاون في مجالات الصناعة والطاقة والزراعة.. وأكد بوتين أن الشركات الروسية الكبري تعمل بنجاح في عدد من المشروعات المهمة منها إعادة إصلاح وتطوير توربينات السد العالي.. وتطوير حقول النفط.. ودعا الرئيس مرسي للمشاركة في منتدي عالمي تعقده روسيا في يولية القادم في مجال الطاقة والغاز. منوها إلي أن روسيا تواصل دعمها لمصر في مجال الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه.. وقال إن هناك زيادة في التبادل التعليمي والطلابي. بيان مرسي أما بيان الرئيس مرسي فقد كان تأكيدا للعلاقات التاريخية بين مصر وروسيا وسعيه إلي تقوية هذه العلاقات وايجاد آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.. وأشار إلي مضاعفة حجم التبادل التجاري ودفع الاستثمارات الروسية للسوق المصرية.. واستمرار الحوار علي جميع المستويات لاحداث نقلة نوعية.. وحول الموقف السياسي قال د.مرسي: أقدر جداً وجهة النظر الروسية للتوصل إلي حل سريع للأزمة السورية.. وهو موقف قريب من الموقف المصري.. وقال نحرص علي تعميق التعاون مع روسيا علي أساس التقدير الكامل لدور ومكانة روسيا دوليا.. ورغبتنا في التعاون مع الدول الصديقة التي تبدي حرصا علي مد جسور التعاون مع مصر »بعد ثورة 25 يناير«.. لتحقيق تطلعات الشعب المصري المشروعة في التنمية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم والنهضة.. واختتم الرئيس مرسي بيانه الصحفي بدعوة الرئيس بوتين لزيارة القاهرة في الوقت المناسب له ومواصلة الحوار الثنائي والاشراف المستمر علي التعاون بين البلدين. نتائج مهمة المتابع لما جري في زيارة الرئيس مرسي لروسيا ولقائه الرئيس بوتين يفطن إلي أن هناك نتائج ملموسة للتوجه المصري الجديد تجاه دول كالصين والهند وباكستان وايران ومعظم دول الخليج العربي.. ليس فقط في مسألة المساعدات والدعم الاقتصادي.. إنما في ضرورة تصحيح مسار العلاقات المصرية الخارجية لتحفظ لمصر كيانها كدولة محايدة دوما.. دولة مؤسسة لحركة عدم الانحياز التي للأسف أصبحت في عداد الموتي.. وأيضا لكي لا تكون مصر أسيرة للتوجه الأمريكي الأوروبي واللوبي الصهيوني العالمي. ليس هذا فقط إنما هناك توجها اقتصاديا جديدا يعيد إحياء دور الدولة في المشروعات القومية الكبري.. وانهاء عصر الخصخصة وما حدث فيها من فساد.. وبيع العديد من الشركات التي كانت تبيض ذهبا لمصر إلي حفنة من رجال الأعمال الفاسدين.. الذين نهبوا الأرض وخانوا العرض في عهد بائد جثم علي أنفسنا ما يقرب من 60 سنة.. إن هذا التوجه لا يقصد به رجال الأعمال الشرفاء الذين يضعون مصلحة الوطن والمواطن فوق أي اعتبار. هذا التوجه لا يقصد الخصخصة في حد ذاتها. لانها مطلوبة في بعض الأحيان.. وتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال ونشاطات القطاع الخاص جزء أصيل من التقدم الاقتصادي.. لكن المقصود هو دور الدولة الجديد في مواجهة الفساد.. ودور الدولة في احياء المشروعات الصناعية الكبري مثل تجديد توربينات السد العالي ومجمع الالومنيوم وشركات انتاج السيارات والجرارات الزراعية والآلات الثقيلة.. وانشاء محطات الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة الذرية بالضبعة ومساعدة مصر في البحث عن اليورانيوم.. مصر تحتاج إلي الغاز. وقد استجابت روسيا لطلب مصر وتقوم حاليا بدراسة تحويل مسار خطوط الغاز لكي تصل إلي مصر وتوفر لها كل احتياجاتها من الغاز المسال.. مصر تحتاج إلي القمح.. واستجابت روسيا وقررت إنشاء مركزين بمصر لتصدير القمح من خلالهما إلي دول افريقيا.. مصر تحتاج لاحياء منطقة التجارة الحرة مع روسيا لدعم التبادل التجاري والصناعي وفتح سوق للمنتجات المصرية واستجابت روسيا.. مصر تحتاج إلي دعم عسكري وتطوير للسلاح وروسيا لم تتأخر.. مصر تحتاج إلي عودة السياسة الروسية وبالفعل تم الاستجابة لمصر.. مصر تحتاج إلي نقل المعرفة التكنولوجية.. وقد تم.. وعادت الحياة إلي مجاريها في العلاقات المصرية الروسية.