تشهد الساحة الإعلامية نشاطا محموما لمناقشة »ميثاق شرف إعلامي« ولا أظن أحدا يعترض علي وجود »ميثاق شرف« يضبط الأداء الإعلامي مهنيا ويحمي مهنة الإعلام من عبث وشطط يجافي المعايير المهنية. المشكلة ليست في المبادئ العامة »المشكلة في التطبيق« وفي الجهة التي تتولي تطبيق هذه المبادئ علي ما يتم بثه علي شاشات القنوات التليفزيونية أو نشره في الصحف. حتي الآن لا توجد جهة أو مؤسسة يطمئن الإعلاميون لخبرتها وحيادها واستقلالها ونزاهتها تتولي تطبيق هذه المواثيق، وهذه هي المشكلة الحقيقية. البداية الحقيقية والجادة تكون بالبحث عن مشروع لإنشاء هذه الهيئة أو المؤسسة والتي تحظي بقبول الإعلاميين، هذا القبول له شروط واضحة ومحددة، تعرفها كل دول العالم المحترمة، وهي تشكيل هذه الهيئة بعيداً تماما عن المؤسسات الحكومية وأن يتم اختيار أعضائها من أبرز الخبراء المشهود لهم بالنزاهة والحياد وأن يتم اختيار أعضائها بترشيحات من مؤسسات منتخبة وأن تتمتع باستقلال مالي وإداري لا تشوبه شائبة. البداية الصحيحة هي طرح مثل هذا المشروع وأمثاله لحوار مجتمعي واسع يشكل الإعلاميون نواته، وبغير هذه البداية فكل حديث عن مواثيق شرف يصبح مجرد أمنيات طيبة وأحلام وردية غير قابلة للتطبيق.