هيئة المحكمة أثناء الإدلاء بالحكم حيثيات الحگم في القضية »ماندو« رفع لافتة مسيئة لإثارة البورسعيدية.. و»الدنف« قتل المصابين ب»قوالب طوب« المتهمون انقضوا علي المجني عليهم گالوحوش.. وألقوا بهم من ارتفاع 11 مترا مدير الأمن سمح بدخول البلطجية ب »الممنوعات«.. ومدير المباحث »علم« بخطة الاعتداء ولم »يبلغ« اودعت محكمة جنايات بورسعيد اسباب حكمها في واحدة من كبري الاحداث المأساوية التي مرت بها مصر وهي احداث استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شابا واصابة المئات في اعقاب مباراة كرة القدم بين ناديي الاهلي والمصري وادانت فيها المحكمة 45 متهما بعقوبات متفاوتة وبرأت 28 آخرين حيث عاقبت 21 بالاعدام شنقا والمؤبد ل 5 والسجن المشدد 15 عاما ل 10 بينهم مدير أمن بورسعيد السابق ومدير شرطة المسطحات بالمحافظة والذي كان مكلفا بخدمة بوابة المدرج الشرقي ومسئول الاضاءة بالنادي المصري والسجن 10 سنوات ل 6 والسجن 5 سنوات لمتهمين والحبس عاما لمتهم واحد. واكدت المحكمة في حيثيات حكمها والتي جاءت في 177 ورقة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد بعضوية المستشاريين طارق جاد المتولي ومحمد عبد الكريم عبد الرحمن وحضور المستشارين محمود الحفناوي ومحمد جميل وعبد الرؤوف أبو زيد.. واستعرضت خلالها وقائع القضية وما استندت اليه في احكام الادانة والبراءة وما دار بجلسات المحاكمة. واستهلت اسبابها مؤكدة أن قضاء مصرالشامخ لم ولن يكون قضاء للثورات أو قضاء للأنظمة الحاكمة وانما هو قضاء شعب مصر جميعه قضاء حق وعدل وقانون وسوف يذكر التاريخ أن هذا القضاء هو الذي لملم أحشاء مصر خلال فترة الثورة كما حمي جيشها العظيم أبناء الوطن وحافظ علي سلامة أراضيه. مطاردة الجناة كما تناولت الاسباب اهالي محافظة بورسعيد مؤكدة أنه ما أن علم شعب بورسعيد الحر الأبي بالواقعة حتي هبوا عن بكرة أبيهم يجوبون الشوارع والميادين للبحث عن هؤلاء الجناة العتاة لضبطهم وتسليمهم للعدالة. ظاهرة الألتراس وتطرقت الحيثيات للحديث عن الالتراس موضحة أنه تلاحظ في السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة روابط تشجيع الأندية الرياضية (الالتراس) والتي انتقلت الي مصر من الملاعب الأوربية وأمريكا الجنوبية والهدف المعلن لتلك الروابط تشجيع الأندية الرياضية وحثها علي الفوز وهي اهداف نبيلة وتتخذ كل رابطة زيا خاصا يميز ناديها ونظرا لعدم التعامل مع تلك الظاهرة وبحث أسباب انتشارها واستثمارها في النهوض بالرياضة المصرية بسماعهم ومحاورتهم وتوجيهم الوجهة الصحيحة فصارت وسيلة ضغط علي الأندية وتدخلت في شئونها الادارية والفنية. واضافت المحكمة انه ساهم في ذلك اعلام رياضي تسلل اليه علي حين غفلة من أهله من هم غير متخصصين فكل من مارس الرياضة يوما أو لم يمارسها زاول مهنة الاعلام الرياضي بكافة وسائله ودون أن يكون مؤهلا علميا أوأكاديميا لممارسة هذا العمل الخطير. مجزرة فبراير وسردت الاسباب تفاصيل وقائع ما دار في استاد بورسعيد في الاول من فبراير عام 2012. واشارت الي أنه عندما أعلن عن تحديد مباراة كرة القدم بين ناديي الأهلي والمصري في الاول من فبراير العام الماضي حتي بدأت الحرب الكلامية تشتد بين جمهور الفريقين نظرا لحالة الاحتقان الشديد الدائم بينهم فجمهور التراس الأهلي حضر الي بورسعيد في بداية عام 2011 وأتلف بعض من مباني محطة سكك حديد بورسعيد ومحيطها. واضافت أثار ذلك حفيظة جمهور التراس المصري ورسخ فكرة الثأر لديهم فرد بروابطه الثلاث التراس مصراوي وسوبر جرين وجرين ايجلز بعنف شديد وصل ذروته الي تهديد كل من يأتي من التراس الأهلي لمشاهدة المباراة بالقتل وقامت الرابطة الأخيرة جرين ايجلز بتأليف الأغنية الشهيرة (لو جاي بورسعيد... أكتب لأمك وصية.. علشان هتموت أكيد.. وملكش أي دية) وقد رصدت ذلك الأجهزة الأمنية ببورسعيد. واكدت المحكمة ان كل ذلك الشحن المعنوي والاحتقان الزائد عن كل مباراة سابقة بين الفريقين والتي تنذر بعواقب وخيمة وأبلغ المتهم الثاني والستون عصام الدين سمك مدير أمن بورسعيد السابق الا أنه اصر علي اقامة المباراة في موعدها مع تأكيده علي قدرته علي تنظيمها والخروج بها الي بر الأمان. مخطط الجريمة وتابعت المحكمة في اسبابها انه كانت من بين عناصر تنفيذ جريمتهم تقسيم أنفسهم الي مجموعات تترصد جمهور التراس الأهلي في الاماكن التي أيقنوا سلفا قدومهم اليها فتوجهت المجموعة الأولي يوم المباراة الي محطة القطار للاعتداء عليهم لحظة وصولهم وفشلت هذة المجموعة في تحقيق مأربها نظرا لقيام الأمن والقوات المسلحة بتغيير خط سير وصول الجماهير والمجموعة الثانية كانت تترصدهم عند مدخل الاستاد ونجحت في تنفيذ ما اتفقوا عليه فما أن شاهدوا حافلات جماهير التراس الأهلي حتي بادرتهم بوابل من الحجارة ألقوها عليهم ما ادي الي اصابة بعض المجني عليهم. المدرج الشرقي واضافت ثم قامت الروابط بتوزيع أنفسهم داخل الاستاد فاستقرت رابطتا ألتراس مصراوي وجرين ايجلز بالمدرج الغربي بينما جلست رابطة سوبر جرين بالمدرج البحري الشرقي حتي يتمكنوا من الاطباق علي جمهور ألتراس الأهلي ومحاصرتهم بالمدرج الشرقي لحظة الانقضاض عليهم عقب انتهاء المباراة وما أن دخل جمهور ألتراس الأهلي من باب المدرج الشرقي المعين علي خدمته المتهم محمد محمد سعد ضابط شرطة حتي فوجئواعلي غير العادة في المباريات بقيام المتهم توفيق ملكان مسئول الاذاعة الداخلية بالاستاد بقطع البث الاذاعي ويعلن عن وصول ألتراس أهلي وكأنه يعلن عن وصول الضحايا فبادرهم التراس المصري بأعداده الغفيرة التي تزيد علي السعة المقررة للاستاد والذي تمكن من دخوله بعد أن فتح لهم مدير الأمن أبواب الاستاد علي مصرعيه ودون الحصول علي تذاكر لحضور المباراة ودون تفتيشهم لضبط حاملي الاسلحة. نجمة داود وقالت المحكمة أن ما استقر المجني عليهم في أماكنهم أبصروا لافتة مرفوعة بالمدرج الغربي المخصص لألتراس المصري مدونا عليها باللغة الانجليزية عبارة موتكم هنا ويرفعون علم الأهلي وعليه نجمة داود وبدأت المبارة في جو مملوء بالتوتر والشحن المعنوي الزائد وازداد السباب والهتافات المعادية بين جمهور الفريقين وتلاحظ أن عبارات السباب من جمهور النادي المصري كانت غريبة عن مثيلاتها في المباريات السابقة اذ أن كلها كانت تحمل معني التهديد بالقتل مثل (العلقة بره ويا اللي الحكومة حامياكو.. بعد الماتش.. لفظ خادش للحياء) وطوال أحداث المباراة تلاحظ نزول بعض المتهمين من ألتراس المصري لمضمار الملعب أما قفزا من أعلي أسوار المدرج أو بكسر أبوابه بعضهم حاملا لألعاب نارية وأسلحة بيضاء والآخر يخلع ملابسه والذين توجهوا الي المدرج الشرقي لمحاولة الاعتداء علي المجني عليهم وتمكن ضباط الأمن المركزي من القبض عليهم وتدخل مدير الأمن بفعله الايجابي طالبا تركهم واعادتهم مرة أخري للمدرجات بدلا من ضبطهم وما معهم من ممنوعات وابعادهم عن المباراة. وهو الأمر الذي شجع هؤلاء واخرين مجهولين علي تكرار ذلك عدة مرات . وواصلت المحكمة سرد اسبابها مشيرة الي انه بين شوطي المباراة قال المتهم مدير الادارة العامة للبحث الجنائي لمدير الأمن ما ورد اليه من معلومات خطيرة مفادها اعتزام المتهمين من جمهور ألتراس المصري النزول لأرض الملعب عقب انتهاء المباراة والهجوم علي المجني عليهم الا أن الأخير لم يتخذ ثمة اجراءات أو تدابير أمنية للعمل علي منع هذا الاعتداء وأثناء المباراة. وتابعت في منتصف شوطها الثاني تقريبا رفعت لافتة في المدرج الشرقي المخصص لجمهور ألتراس الأهلي مدون عليها عبارة (بلد البالة ما جابتش رجالة) للتأثير علي جمهور النادي المصري ما زادهم اصرارا علي تنفيذ مخططهم الاجرامي وقد شوهدت هذه اللافتة مع المتهم العاشر محمد محمود البغدادي وشهرته (الماندو). وقالت المحكمة قبل نهاية المباراة بحوالي عشر دقائق قام المتهم المهندس المسئول عن الاذاعة الداخلية بالاستاد بقطع الاذاعة واذاعة بيان من ورقة محررة بخط يده نصها كالآتي أن مجلس ادارة النادي المصري برئاسة الأستاذ كامل أبوعلي يهيب بجماهير النادي المصري التزام الهدوء والتشجيع المثالي للحفاظ علي حياة الجماهير وظهورها بالمظهر المشرف وكأن معلومة الهجوم علي المجني عليهم قد انتقلت الي مسامعهم وما إن لفظت المباراة أنفاسها الأخيرة وأطلق الحكم صافرة نهايتها معلنا فوز النادي المصري حتي انطلق المتهمون من جمهور التراس المصري من كل حدب وصوب لتنفيذ آخر حلقة من حلقات مخططهم الاجرامي وقصدهم المصمم علي الاطباق علي المجني عليهم وقتلهم فأسرعوا في النزول من المدرجين الغربي والشرقي اما بالقفز من أعلي الأسوار أو بتحطيم أبوابها الداخلية صوب المجني عليهم. حاجز ممزق وفي طريقهم اليهم صادفهم بعض من لاعبي واداري النادي الأهلي حاول بعض المتهمين الفتك بهم وتمكنوا من الاعتداء علي بعضهم الي أن تمكن الأمن من الدفاع عنهم وادخالهم مذعورين الي غرف خلع الملابس كما حمل بعض من المتهمين المقاعد الموجودة بأرض الملعب لاستخدامها في التعدي علي المجني عليهم وبعد اجتياز الحاجز الأمني المهترئ والممزق اوصاله بأرض الملعب. واكدت المحكمة قبل صعودهم للمدرج الشرقي أمطروا المجني عليهم بوابل من الحجارة والألعاب النارية فبثوا في نفوسهم الفزع والهلع . ممر الموت واكدت المحكمة ان المجني عليهم الذين أسرعوا بالهروب من اعتداء المتهمين الي الممر المؤدي للسلم الذي ينتهي بباب الخروج كانوا كالمستجير بالرمضاء من النار اذ فوجئوا بالمتهم محمد سعد الضابط المعين علي خدمتهم قد أحكم غلقه قبل نهاية المباراة بحوالي خمس دقائق وانصرف من مكان خدمته وظلوا يندفعون الواحد تلو الآخر في اتجاه باب المدرج حتي تكدس الممر الضيق بالمئات وانحشروا جميعهم بين الباب المغلق والسلم وفتحة الممر المؤدية الي المدرج والمتهمون يوالون قذفهم بالحجارة والتعدي عليهم بالعصي والصواعق الكهربائية وأسلحتهم البيضاء وبلغ فحش المتهمين الاجرامي بأن قاموا باطلاق الألعاب النارية وبكثافة شديدة عليهم حتي بدت فتحته الممر وكأنها ينبعث منها حمم بركانية مما ادي الي سقوط المجني عليهم صرعي وقتلي بالاختناق نتيجة اعاقة حركة الصدر التنفسية وبلغ العنف مداه بأن قام المتهم التاسع والأربعون حسن محمد المجدي بالتعدي علي المجني عليهم داخل سلم الممر أحيائهم وأمواتهم وخزا في أجسادهم بمطواة قاصدا وباقي المتهمين قتلهم. وقد وصف ذلك المشهد المأساوي شاهد الاثبات الأول لدي سماع اقواله حينما قرر أنه كان يشعر وكأنه يقف في الهواء وان دل علي شئ فانما يدل علي أن قانون الجاذبية الارضية تعطل ولو للحظات داخل هذا الممر. ومن شدة التكدس والتدافع سقط الباب الحديدي أمامهم فسقطوا عليه فوق بعضهم قتلي ومصابين ولم يؤثر هذا المشهد الرهيب في نفوس وقلوب المتهمين والتي أصبحت كالحجارة. وتابعت المحكمة: لقد بلغت الخسة والدناءة بالمتهمين بأن أمسك المتهم الأول السيد محمد رفعت الدنف بقالب طوب وظل يهوي به علي رأس ووجه أحد المجني عليهم وهو ملقي أرضا حتي نزفت الدماء بغزاره قاصدا وباقي المتهمين قتله ولم يكفوا عن استمرار قذفهم للمجني عليهم بالحجارة الا بعد تدخل القوات المسلحة. منتهي القسوة وانطلق المتهمون حاملين أسلحتهم البيضاء كالوحوش الضارية خلف المجني عليهم وتمكنوا من اجبارهم علي نزع ملابسهم والاستيلاء علي متعلقاتهم الشخصية والاعتداء علي المجني عليهم بالعصي والشوم والقطع الخشبية بلاشفقة في مواضع قاتلة علي رؤوسهم حتي اختلطت دمائهم الذكية النقية بأرض المدرج الأسمنتية. وقالت المحكمة: ان المجني الذين حاولوا الفرار بالصعود الي أعلي المدرج كان قتلهم أشد بشاعة وخسة اذ تعقبهم المتهمون واطبقوا عليهم والتفوا حولهم بعد أن أدخلوهم في شباكهم وظلوا يتوسلون اليهم بتركهم ولكن ماذا يجدي كل ذلك مع جناة معتادي الاجرام اخذوا يعتدون عليهم ويحملون بعضهم بعد تكتيفهم من أرجلهم وأيديهم ورفعهم الي أعلي ملقين اياهم الواحد بعد الآخر من أعلي السور الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترا حتي أن المجني عليه أحمد وجيه عبد الصادق حاول الخلاص بنفسه من بين أيديهم فاسرع المتهم السادس والخمسون وشهرته عظيمة اثناء وجود المتهمين 4 و7 و53 و59 و61 علي مسرح الجريمة بتكتيفه وخنقه بلف الكوفية التي كان المجني عليه يرتديها حول رقبته وتمكنوا من رفعه الي أعلي والقائه من أعلي السور الحديدي. واشارت انها قد تزامنت مع قيام المتهم مهندس الاذاعة الداخلية بالاستاد (توفيق صبيحة) بالاسراع في اطفاء أنوار الاستاد بالمخالفة للقواعد المتبعة في ذلك والتي توجب عدم اطفاء الأنوار إلا عقب التأكد من اخلاء الاستاد نهائيا من الجماهير. عدالة السماء وقالت المحكمة إن عدالة السماء كانت للمتهمين بالمرصاد موضحة انه بجانب تعرف الشهود علي المتهمين فان الفنار الخاص بارشاد السفن والرابض في مياه البحر أمام الاستاد كانت تأتي انواره مع الأنوار الخارجية المجاورة للاستاد ليكشف وجوه المتهمين .