الحركة المرورية المعتادة تسير علي الأرض.. من خلال مسارات ارضية.. ومع تصاعد حدة الزحام والتكدس تم النظر الي »فوق« بالاتجاه الي مسارات علوية ممثلة في الكباري والمحاور. لكن: هل ما يصلح لمواجهة مشكلة المرور يجدي التعامل به لمواجهة مشاكل وأزمات اخري؟! بعض المسئولين يرون امكانية ذلك.. يرون ان الدواء اللازم لعلاج »عبيد« يمكن ان نعالج به »زيد«.. وان الاول من السهل عليه ارتداء بدلة الثاني رغم اختلافهما في الطول والوزن والذوق.. وحجتهم في ذلك انه »طالما الناس ماشيين محشورين في زحام الشوارع، وعايشين علي وش الدنيا، فما المانع ان يعيشوا محشورين في ملابسهم.. ايه المشكلة؟ يتحملوا الظروف.. أو يعتبروها موضة.. وكمان موضة مجنونة«! وبمناسبة الموضة المجنونة نعود الي مسألة »فوق.. وتحت« فمنذ سنوات تفتق ذهن احد المسئولين الي زراعة النخيل علي ارصفة الشوارع لنكتسب الخضرة والثمار.. وكانت النتيجة ان مات النخيل قبل ان يعطينا بلحة واحدة! ثم اتحفنا نفس المسئول بعد ذلك بالدعوة الي تنظيف اسطح المنازل وتنظيفها من الكراكيب وزراعتها بالخضر.. يعني ست البيت بدلا من الذهاب الي السوق تطلع تجني من فوق السطوح.. وها هو مسئول في حكومتنا الذكية يأخذ الميكرفون من المسئول السابق بالدعوة الي زراعة الخضر فوق السطوح لمواجهة غلاء الاسعار.. كأننا نجحنا في زراعة الارض وبقي الاتجاه للجو.. وان عادم السيارات والملوثات الاخري لن تفسد الفكرة! ياريت حضرة المسئول يوضح لنا ضمانات عدم اختلاف ربات البيوت علي قسمة المحصول، خاصة الخيار والكوسة!