بعد ليلة دامية من الاشتباكات بين قوات الامن والمئات من المتظاهرين امام المركز العام لجماعة الاخوان المسلمين بالمقطم عاد الهدوء الحذر الي الحي الهادي وسط توقعات باندلاع الاحداث لليوم الثالث علي التوالي وقامت هيئة النظافة برفع المخلفات الناجمة عن الاشتباكات في الوقت الذي تحول فيه مكتب الارشاد الي ثكنة عسكرية يحيط بها سيارات ورجال الشرطة من اربعة اتجاهات تحسبا لاندلاع اعمال شغب مرة ثانية وبحسب شهود عيان فإن الاشتباكات التي شهدتها ليلة اول امس اندلعت بعد قيام المتظاهرين برسم الجرافيتي علي اسوار مبني جماعة الاخوان المسلمين والذي ينددون فيه نظام الحكم الجماعي وهيمنتهم علي مفاصل الدولة وحينما قام المتظاهرون بمحاولة نزع شعار الجماعة المثبت علي سور المبني اعترضهم الشباب المكلفون بحمايته لتبدأ الاشتباكات ويتدخل رجال الامن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الطرفين حيث قام المتظاهرون بقذف الطوب والحجارة علي قوات الامن علاوة علي قيامهم بحرق مخلفات الاشجار في شارع "9" المتواجد به المبني وظلت الاشتباكات حتي الساعات الاولي من صباح امس لتقوم بعدها هيئة النظافة برفع تلك المخلفات وازالة اثار الحرائق بعدما ساد الهدوء وقام مسئولو المبني بتعلية الاسوار عند البوابة الرئيسية وسط مواصلة عمال البناء أعمالهم في طلاء الحوائط الخارجية وهو مارصدته "الاخبار" بالصور علاوة علي تشديد الحراسة الداخلية من قبل شباب الجماعة بعدما اكتفت قوات الشرطة بتأمين المبني من الخارج من خلال انتشار العشرات من السيارات المدرعة وحملات الجنود. من جانب آخر اعيد فتح الطريق بشارع "9" مرة ثانية بعد اغلاقه بجذوع الشجر وسط حالة من الاستياء سيطرت علي سكان المنطقة المحيطة بمبني الجماعة واكد شهود عيان ان المتظاهرين سلميون لم تندلع بينهم وبين قوات الامن اي اشتباكات وان الاحداث قد تصاعدت بعد دخول المندسين الي صفوف المتظاهرين وقيامهم بإلقاء الحجارة علي قوات الامن التي لم تستطع التفريق بينهم وبين المتظاهرين واطلقت كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع من اجل السيطرة علي الأوضاع. وفي نفس السياق اغلقت بعض المحال التجارية ابوابها خوفا من اندلاع اعمال العنف وكشف مصدر امني ان قوات الشرطة المتواجدة بمحيط مكتب الارشاد ليس من اجل تأمينه بل من اجل منع حدوث اشتباكات بين شباب الجماعة والمتظاهرين المناهضين لجماعة الاخوان المسلمين مؤكدا ان الشرطة ملك الشعب ولا تنحاز لطرف علي حساب طرف آخر.