مجدى عبدالغنى ما أروع أن يطهر الإنسان نفسه من ذنوب العمر.. ويبكي لله ان يغفر له ذنبه.. ما أصعب ان يرجو الإنسان أن يغفر الله له ذنبه.. فلا يوجد أحد منا بلا ذنوب.. ولسنا معصومين من الخطأ.. وحين يذهب العبد إلي المسجد الحرام بمكة المكرمة ويقف أمام الكعبة بيت الله طالبا من الله الرحمة والمغفرة ويسأله الجنة وتدمع عيناه بصدق ويبدأ بالطواف حول الكعبة عازما ان يراعي الله في الأيام الباقية من عمره.. ويتذكر أثناء الطواف كيف أغضب ربه.. وعصاه وخرج عن أمره.. انها رحلة العمرة حيث تبدأ بالطواف والرجاء وتنتهي بالراحة النفسية والإحساس برضا الله عن الإنسان الذي توسل إليه ان يغفر ذنبه وان يرحم والديه وان يرعي أولاده واحفاده واهله.. وإذا كان رسولنا الكريم محمد »صلي الله عليه وسلم« قال العمرة للعمرة كفارة لما بينهما.. فان الاستقامة في الكبر وقبل ان يلقي الإنسان ربه.. يريد ان يذهب إليه وهو راض عنه كل الرضا.. وفي المسجد الحرام يجلس الإنسان ليتعبد ويتذكر شريط حياته من الصغر حتي اللحظات التي ملأت الشعيرات البيضاء فيها رأسه يتذكر كل من حوله.. وتظهر اخطاؤه ومن ظلمهم في حياته فيذكر هل أكل من حرام أم حلال.. ويسأل نفسه هل يغفر الله له ذنبه.. ويتذكر قول الله تعالي: »قل يا عبادي الذين اسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله« صدق الله العظيم.. نعم ان باب التوبة مفتوح حتي اخر نفس في حياة البشر اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة.. وقنا عذاب النار.