الحسرة على وجه ميسى بعد الهزيمة من الريال علي مدي سنوات طويلة ظلت أندية مانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي هي الأكبر والأشهر بما يملكونه من مكانة اقتصادية وسطوة سواء علي المستوي المحلي أو القاري والدولي.. واحتفظت هذه الأندية بقدر هائل من الشعبية حول العالم بغض النظر عن الهوية الوطنية أو الانتماء الرياضي لأنها كانت تضم أبرز الأسماء والنجوم العالميين اللامعين في عالم الساحرة المستديرة. وخلال السنوات العشر الأخيرة صنع فريق برشلونة الغريم اللدود للنادي الملكي في إسبانيا حالة خاصة مع هذه الجماهير خاصة في مصر والعالم العربي علي وجه الخصوص مع التألق غير العادي لكتيبة الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه الذين نجحوا في كتابة تاريخ جديد للنادي الكتالوني وصنع حالة خاصة مع الجماهير من خارج إسبانيا وأصبح هو مصدر المتعة والإبهار لعشاق الساحرة المستديرة الذين ينتظرون مبارياته للاستمتاع بفنون كرة القدم ومهارات لاعبيه الأفذاذ. وعلي مدار التاريخ الطويل لنادي برشلونة ورغم أن النادي يملك حصيلة كبيرة ورائعة من البطولات المحلية والقارية إلا أنه كان يمر باستمرار بفترات من السكون والجفاف لأسباب مختلفة إلا أن أفضل عصوره الذهبية بدأت عام 2003 بعد نجاح رئيسه خوان لابورتا في جلب النجم البرازيلي رونالدينيو ومن بعده الكاميروني صامويل إيتو والبرتغالي ديكو ليحقق الفريق نجاحات ملموسة لأفضل سنواته علي الإطلاق والتي أطلق عليها "عصر جوارديولا" المدير الفني السابق للفريق. ورغم أن برشلونة يضم حاليا بين صفوفه كتيبة من المبدعين تضم جيرار بيكيه وكارلوس بويول وتشافي هيرنانديز ودافيد فيا وأندري إنييستا وأليكسيس سانشيز ودوس سانتوس وماسكيرانو بجانب العملاق ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية إلا أن برشلونة بدأ يواجه فترة ثقيلة علي قلوب عشاقه وجماهيره داخل وخارج إسبانيا عقب تولي المدير الفني الحالي تيتو فيلانوفا مسئولية الإدارة الفنية خلفا لجوارديولا الذي قرر الحصول علي راحة بعد سنوات من عناء ومتاعب المهنة وتعرض النادي لفقدان الدوري الإسباني بجانب دوري الأبطال الأوروبي بعد هزيمته في الدور قبل النهائي أمام تشيلسي الإنجليزي ورغم تصدره المريح هذا الموسم لليجا بفارق مريح عن غريمه التقليدي ريال مدريد إلا أن الفريق تعرض للخروج من كأس ملك إسبانيا قبل أيام علي يد النادي الملكي ويواجه شبح الهبوط المبكر خلال سنوات طويلة من دور ال 16 لدوري الإبطال بعد تعرضه لهزيمة مفاجئة أمام ميلانو الإيطالي في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين، وحتي مبارياته في الدوري التي فاز فيها لم يقدم برشلونة ولو جزءا بسيطا من مستواه المعروف وفاز بصعوبة علي اشبيليه بهدفين لهدف حتي إن الجماهير اعتبرت الفريق في فترة مرض ووجهت إليه أمنية بالسلامة. هذه الانتكاسات دفعت الجميع للتساؤل عما يحدث في برشلونة ولماذا هذا الانهيار المفاجئ.. وخلال متابعات وكالات الأنباء العالمية سلطت الأضواء حول هذا التراجع الذي جاء بمثابة الصدمة لهذه الجماهير التي تتابع فريقا غير الفريق الذي أبهر العالم طوال الأعوام الأربعة الأخيرة. وأجمعت معظم وسائل الإعلام علي أن أي فريق مهما ضم بين صفوفه من نجوم كبار يحتاج لمدير فني كفء يستطيع السيطرة عليهم وتوجيههم ووضع الخطط الفنية المناسبة لكل مواجهة وهو ما يعاني منه برشلونة في الوقت الحالي بسبب غياب مديره الفني فيلانوفا الذي أجري جراحة عاجلة مطلع الشهر الماضي أبعدته عن قيادة الفريق في المباريات الأربع الأخيرة وأظهرت الإحصاءات إلي أن برشلونة سجل خلال الفترة الماضية أسوأ أرقام له علي مدار نصف قرن تقريبا بعد أن استقبلت شباك الفريق أهدافا في 13 مباراة متتالية خاضها منذ 10 يناير الماضي حيث مني مرماه ب 21 هدفا وهو ما لم يحدث من قبل خلال هذه الفترة. ويؤكد الخبراء أن ما يحدث لبرشلونة في الوقت الحالي قد يبدو طبيعيا بعد سنوات طويلة من النجاح حيث يتعرض النجوم لتراجع المستوي في ظل التشبع بالبطولات والاهتمام الإعلامي ومظاهر الشهرة والنجومية ولكنهم أجمعوا علي قدرة الفريق علي العودة من جديد وقد تكون مباراة العودة أمام ميلانو في دوري الأبطال هي نقطة الانطلاق من جديد.