محمود طاهر يترشح بلا ضجيج.. وأبوزيد يشعلها مبكراً.. والنجوم القدامي يعودون ل »الجنينة« عندما تنظر الي الاهلي الآن تتخيل أنه علي »خط النار« يستعد لمعركة أو مجموعة معارك.. ومن المصادفات النادرة أن يلتقي القلق والتوتر من نتائج الفريق البطل مع الشوارع الخلفية المثيرة للإنتخابات القادمة التي يبدو أنها لأول مرة منذ سنوات طويلة تأتي مختلفة وبمعطيات جديدة ودهاليز غامضة وبعلاقة غير مسبوقة مع الجهة الإدارية المتمثلة في وزارة الرياضة ووزيرها الراغب بشدة في أن يكون لاعبا مهما خاصة في »تكييف« الوضع القانوني لرسم خريطة تنافسية محددة ربما يكون طرفاً أصيلاً فيها. من ناحية فريق الكرة.. عرفنا من التجارب السابقة أن التعثر غالبا لا يكون نهاية الطريق أو نهاية العالم.. وأن البطل ربما يغلبه النعاس قليلا ويخسر بعض الأرض، الا أنه سرعان ما يستيقظ عندما تحركه الاصوات العالية المحيطة به والمفزوعة من إغفاءته خائفة من أن ينام طويلاً وكثيراً.. وهو الآن يراجع نفسه فنيا ونفسيا ويحاصر الشائعات التي كان آخرها تفكير حسام البدري في الاستقالة.. ويمنحه نظام الدوري الفرصة لكي يظل في الميدان قريبا جداً من المنافسة ومطمئنا إلي أنه ما أن يعود قويا سوف يلحق بالتصفية النهائية علي اللقب.. إذن لا توجد مشكلة كبيرة »وعويصة« في البطولة المحلية وإن تبقي المخاوف حاضرة في البطولة الافريقية. أما من ناحية المستقبل الإداري.. فإن الانتخابات تبدو من النظرة الاولي هادئة.. إلا أن النظرة العميقة لها تكشف عن أرض خصبة من التعقيدات والأجواء الساخنة المرتقبة التي أحياناً ما تعبر عن نفسها ببعض التصريحات الإعلامية علي نسق ما يفعله الكابتن طاهر ابو زيد الذي »قص« شريط التسخين ونقله من الدهاليز الي الشوارع الرئيسية. والمفاجأة ان الكابتن حسن حمدي الذي خرج من الحلبة سواء بال »8« سنوات أو بدونها.. يظل هو اللاعب الرئيسي في »الجحيم« الإنتخابي رغم ما يحيط به من ضغوط في كل الإتجاهات.. وهو الذي سيرسم الخريطة وينتج الفيلم ويخرجه ويوزع الأدوار لتتحول المنافسة من صراع بين أفراد إلي صراع بين القديم والجديد وبين التغيير والجمود. مثلاً حاول بعض نجوم الكرة القدامي بدء اللعبة مبكراً، وظهروا فجأة في »الجنينة« وأروقة النادي رغم أن السنوات الطويلة الماضية شهدت عزوفاً كاملاً منهم عن التواجد.. راحوا جميعاً يعرضون أنفسهم ويتواصلون مع اعضاء الجمعية العمومية.. إلا أن المايسترو أو الإمبراطور حسن حمدي وجد أن اللعبة ستبدأ في غير موعدها وبدون حسابات دقيقة فأشار اليهم بالخروج والتوقف الي حين وضع »الاساسات« قبل رفع ادوار »العمارة«.. وطبعاً لم يتردد النجوم في السمع والطاعة كل منهم يحلم بقطعة من التورتة الكبيرة. وأكثر ما يشغل حسن حمدي هو منصب الرئاسة.. فهو جوهر كل شيء في الانتخابات.. وهو مبدئياً يرفض فكرة وجود المهندس محمود طاهر والكابتن طاهر ابوزيد.. ورغم صداقته وقربه من محمود باجنيد الا أنه في قرارة نفسه لا يضمن نجاحه خاصة بعد هزيمته الشهيرة في معركة إبعاد العامري فاروق.. والاهلي علي مدار تاريخه لا يميل إلي تكرار تجربة الخاسرين في الانتخابات.. وحتي لو تجرأ وزير الرياضة وعبث بال »8« سنوات فإن حمدي ايضا يفضل أن يختار بيده من سيجلس علي مقعده.. وهذا يقوده تلقائيا الي البحث عن شخصية قريبة جداً منه وفي نفس الوقت قوية وفعالة ونافذة ومسيطرة، ولا يري من هذه الصفات الا في شخص واحد هو د. حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد.. وسيظل يحاول إقناعه بالنزول الي الميدان الانتخابي. وإذا سأل سائل: كيف ومتي ستستقر خريطة المنافسة علي الرئاسة؟.. تأتي الإجابة سريعة في شأن طاهر ابوزيد الذي كشف عن هويته وحتي موقفه السياسي.. إلا أن بعض الخبثاء يهمسون بأن تجارب ابوزيد السابقة تجعل كل الاحتمالات واردة في أن يواصل الحضور الإنتخابي أو أن ينسحب فجأة رغم زخم الاستعراض.. أي أنه ربما لا يكون مرشحاً مضموناً.. أما محمود طاهر فهو علي ما يبدو إتخذ قراراً بالنزول الي الحلبة الا أنه اتخذ ايضاً قراراً بالانعزال المؤقت عن المشهد الإعلامي وتأجيل خطواته الي الوقت المناسب الذي يكون فيه قد قرأ جيداً الخريطة وحدد معالمها واقتنع بقراره.. وفي كل الاحوال سوف نجلس في صالة العرض لنشاهد فيلماً جديداً في »الاكشن« عن انتخابات الاهلي.