مشروع احياء فنار الاسكندرية الذي كانت احدي الشركات الصينية تسعي لتنفيذه في مصر لدعم الصداقة والتعاون بين الشعبين الصيني والمصري فرصة استثمار ضائعة بسبب الروتين، وللأسف نظرا للأحداث الحالية غادرت الشركة الصينية مصر ولم ينفذ المشروع الذي كان سيحقق رواجا سياحيا جديدا لمدينة الاسكندرية هكذا بدأت السيدة حنان عتمان حوارها عندما زارتني بمكتبي في دار أخبار اليوم. نزلت الكلمات عليَّ كالصاعقة لان لفنار او منارة الاسكندرية وقعا خاصا في ذهني وتذكرت انني كنت أتباهي في سنوات الطفولة وسط الاصدقاء بان مصر انفردت بأهم أثرين من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.. هرم خوفو وفنار الاسكندرية.. وكان ابي رحمه الله يطلب مني وانا لازلت تلميذة في المرحلة الابتدائية ان اردد اسماء العجائب السبع مع نبذة عن كل منها وكنت اقول بثقة »فنار الاسكندرية أنشيء في عصر بطليموس الثاني عام 072 قبل الميلاد علي طرف جزيرة فاروس بالاسكندرية ويتكون من اربعة اقسام ويبلغ طوله 021 مترا ودمر في زلزال في القرن الرابع عشر«. لدي الصينيين ولع خاص بفنار الاسكندرية، ففي القرية الثقافية بمدينة شنغهاي هناك بناء تخيلي لفنار الاسكندرية والمشروع الاستثماري السياحي المقدم من جانبهم يتكون من فندق يضم من 003 الي 004 غرفة تتراوح درجات الاقامة من 5 إلي 7 نجوم، مركز للمؤتمرات، مطاعم، قاعات للندوات والحفلات، مرسي لغواصة زجاجية للتجول داخل الميناء لزيارة الاثار الغارقة، كانت الحكومة الصينية علي استعداد لتقديم قروض بنسبة فائدة قليلة وفترة سداد طويلة الاجل لان مصر دولة صديقة. اطلعت علي الرسومات الهندسية للمشروع، حيث قدم المهندسون الصينيون نموذجين الاول لفندق يشيد علي غرار الفنار القديم وهذا أنا أرفضه لانه لا يمكن اعادة عظمة الماضي وهذا سيقلل من القيمة التاريخية للفنار والنموذج الثاني كان مبني عصري تجريدي خطوطه مستوحاة من الفنار وهذا النموذج أعجبني وأتمني ان يري النور. أهمس في اذن المصريين كم من فرص استثمار ضاعت من مصر فقد سبق وان تقدمت دول الاتحاد الاوروبي ممثلة في فرنسا وايطاليا وألمانيا واليونان بالاشتراك مع هيئة الآثار بمشروع ميدلستون كما عرض المجلس الوطني الفرنسي لدراسات الاسكندرية مشروعا لاعادة تشييد باب فنار الاسكندرية امام مكتبة الاسكندرية من جهة الكورنيش.. ضاعت العروض وتبخرت احلام طفولتي في عودة ذكري فنار الاسكندرية.