حالة من الجدل الواسع تسببت فيها زيارة ساندور روسيل رئيس نادي برشلونة الإسباني إلي إسرائيل وفلسطين الأسبوع الماضي وتوقيعه إتفاقية تعاون مع الكيان الصهيوني لخوض مباراة استعراضية في القدسالمحتلة بين فريق برشلونة وأحد الأندية الإسرائيلية. وخلال زيارته إلي الضفة الغربية تقدم روسيل بإقتراح لإقامة مباراة بين برشلونة مع فريق مختلط من الفلسطينيين والإسرائيليين طرفي النزاع كخطوة نحو السلام في الشرق الأوسط. هذه الدعوة لاقت هجوما كبيرا من عشاق برشلونة في الوطن العربي والإسلامي وخرجت دعوات كثيرة بين مشجعيه لمقاطعة الفريق والتوقف عن تشجيعه بسبب هذه الخطوة علي اعتبار أن الكيان الصهيوني الذي يقتل الأطفال ويصادر الأراضي ولا يرضي بالحلول القانونية ولا يعترف من الأساس بدولة فلسطين لا يمكن أن تكون مباراة كرة قدم هي الحل أو حتي بداية الحل لهذه المشكلة. وكان فريق ريال مدريد قد نال قسطا من الغضب أيضا عندما خاض مباراة مماثلة عام 2007 أقيمت في القدسالمحتلة أمام فريق يضم لاعبين من إسرائيل وعدد من الشباب الفلسطيني الذين وصفوا بالمغيبين في ذلك الوقت بسبب هذه المشاركة في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تواصل حملات الإبادة والتجويع والتهجير ضد الشعب الفلسطيني. الغريب أن جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم رحب بفكرة رئيس نادي برشلونة بإقامة " مباراة سلام" رغم تأكيده بأنها " حلم لا زال بعيد التحقيق". وقال الرجوب إن رئيس نادي برشلونة قادم برسالة للشعب الفلسطيني والاسرائيلي يحاول من خلالها عمل شيء للشعبين وهو ما نرحب به ونعمل علي مساعدته في ذلك. وقال عدد من المسئولين الفلسطينيون الفكرة جيدة لكن نحن لا زلنا مقيدين تحت الاحتلال ولا يمكن أن يتم تنفيذ الفكرة إلا في حالة انتهاء الاحتلال وتمت إزالة المستوطنات واقتنع الاسرائيليون بان لنا كياننا المستقل والاعتراف بالدولة الفلسطينية حتي يتم تنفيذ الفكرة علي أرض الواقع خصوصا أن إسرائيل لا تعترف من الأساس بالكيان الرياضي للفرق الفلسطينية. ويحظي النادي الكاتالوني بشعبية وسط الفلسطينيين، حيث وقف عدد من مشجعي الفريق أمام المدخل الرئيسي لمقر الرئيس الفلسطيني وهم يحملون رايات نادي برشلونة. يأتي هذا في الوقت الذي شن فيه عدد كبير من الجماهير العربية هجوما حادا علي المبادرة من خلال مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك وتويتر وأكد الكثيرون من المشاركين في المناقشات أنهم سيمتنعون من الآن فصاعدا عن تشجيع الفريق الكتالوني بسبب حالة التقارب والاستقبال الحار والمتبادل مع مجرمي الدولة الإسرائيلية.