كان المجتمع الإسلامي لديه العديد من المؤسسات المتنوعة والتي في حقيقة أمرها مظهر معبر عن الرقي الحضاري منها مؤسسات عقابية فالسجون كانت موجودة لعقاب المذنبين أيضا فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام حبس بعضهم في تهمة والحبس الشرعي معناه تعويق الشخص ومنعه من التصرف بنفسه. وليس حجزه في مكان قزر ضيق كئيب مظلم لا يصلح للبني آدمين بل إن هذا الحبس الشرعي كان يتم في أول الأمر في بيت أو مسجد علي أن يقوم الخصم أو وكيله بملازمة الشخص المحتجز ولذا أسماه النبي صلي الله عليه وسلم »أسيرا« واستمر الوضع علي ذلك أيضا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه وفي عهد الخليفة عمر رضي الله عنه ظهرت الحاجة إلي مبني قائم بذاته لإتساع الدولة وكثرة الرعية وتعدد المشاكل والمخالفات أما من ناحية المعاملة فقد كانت هناك رأفة في معاملة المساجين فلايوجد تطرف أو مبالغة في إيذاء المسجون او حرمانه وفي عهد عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين كتب إلي عماله بألا يغل مسجون .. حتي أهل الدعارة والفساد والتلصص في عهد هارون الرشيد العباسي إذا تم حبسهم لجناية يعطي كل واحد منهم من الصدقات أو بيت المال ما يقوتهم »عشرة دراهم« في الشهر تعطي في يده دفعا لظلم السجان عن المساجين او حرمانه إياهم من طعامهم وشرابهم وكان لابد من كسوة المساجين صيفا وشتاء وعلاج المرضي منهم وإعطائهم ما يلزمهم من أدوية.. هذه هي أخلاق الإسلام.. وإنسانية الإسلام.. وتحضر الإسلام .. أما مايحدث حاليا مما نشاهده بأعيننا من تعرية وسحل وتكسير للعظام وقتل وحرق وما نسمعه بآذاننا من جرائم هتك للأعراض واغتصاب وتعذيب وصعق بالكهرباء!! ففي شرع مين؟!!!