جنون ارتفاع أسعار شراء حق عرض المسلسلات التليفزيونية للعرض علي شاشة التليفزيون المصري في رمضان.. لم تأت في يوم وليلة.. بل كانت لها مؤشرات تؤكد بأن ما حدث ليس مفاجأة منذ قرر المسئولون بماسبيرو دخول المنافسة من وجهة نظر تجارية وبشعارات أشعلت السباق مع القطاع الخاص.. أتذكر منها الشعار الشهير »مفيش حاجة حصري كله علي شاشة التليفزيون المصري« والذي كان الهدف منه التأكيد علي كسب المنافسة وتحقق ذلك بالفعل. في رمضان الماضي زادت المنافسة واختفي الشعار السابق ولم يكسب أحد السباق وخرج الجميع خسران.. لأن العائد من إنتاج عشرات المسلسلات لم يحقق مقابل إيرادات تعادل نصف ما تم إنفاقه علي تلك الأعمال وخسر الجميع.. إلا جهات الإنتاج. أما الآن وبعد أن شهدت أجور النجوم زيادة خرافية.. لتحصل ممثلة علي 21 مليون جنيه ضعف أجرها عن آخر أعمالها.. وآخر علي 02 مليون جنيه مما زاد من تكاليف إنتاج المسلسلات.. كان لابد من وقفة حازمة إلي أن جاءت أخيراً قرارات المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون التي صفق لها الجميع. المشكلة التي لم ينظر إليها الشيخ أن الإنتاج الدرامي المصري لم يعد جاذباً كما كان في السابق للفضائيات العربية بعد أن دخلت سوريا وإيران والاردن المنافسة بقوة وتحولت الدراما التركية المدبلجة إلي مادة لجذب المشاهد المصري.. لذلك كنت أنتظر منه عقد جلسات مع جهات الإنتاج الجادة في القطاع الخاص لدراسة قراراته حتي لا يكون لها تأثير عكسي علي صناعة مهمة كانت ومازالت تحقق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون مكاسب بملايين الدولارات.