كان النظام البائد يقوم بتطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي ويقطعها مع إيران!! ولما قامت ثورة 25 يناير المجيدة سارعت إيران بالترحيب بها حتي قبل أن يتنحي الرئيس المخلوع. واعتبرت إيران أن سقوط النظام البائد بمثابة المدخل الرئيسي لتطوير العلاقات مع مصر خاصة بعد التصريحات التي جاءت علي لسان الدكتور نبيل العربي الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية والتي قال فيها (إن إيران كدولة ليست عدوا لمصر وان القاهرة تفتح معها صفحة جديدة) وحاولت إيران اختبار حدود هذا التغيير في سياسة مصر بعد الثورة فكانت النتائج كلها إيجابية فسارعت إيران بتقديم مقترحات لتطوير العلاقات مع مصر في مجال السياحة.. وأبدت استعدادها لإقامة مشروعات استثمارية كبري مشتركة في مصر في مجالات النفط.. والزراعة.. وإنتاج السيارات وقطع الغيار.. وإنشاء مدن صناعية كبيرة توفر آلاف من فرص العمل.. وغيرها من المقترحات التي تؤدي إلي زيادة نمو الاقتصاد المصري وها هو الرئيس أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يأتي إلي مصر منذ عام 1979 وها هو أيضا يزور مشيخة الازهر الشريف منارة الأمة الاسلامية بمنهجه الوسطي الذي تدرس فيه المذاهب الاسلامية علي اختلافها مثل مذهب الإمامية (الاثني عشرية) والمذهب الجعفري فضلا عن المذهب الزيدي والأباضية. * لكن كان من الطبيعي أن يقف الرئيس الايراني نجاد صراحة علي المعوقات التي تقف حائلا دون عودة التعاون الحقيقي بين البلدين تحدث عنها فضيلة الامام الأكبر الشيخ الطيب شيخ الازهر الشريف والتي منها سب صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم لان أهل مصر هم أكثر الناس حبا لهم ولآل البيت وكذلك اشار شيخ الازهر الي عدم التدخل في شئون الدول كما يحدث ببعض دول الخليج للدرجة التي أصبح الولاء يكون لهم أكثر من وطنهم الأم ومنها ايضا اضطهاد أهل السنة كما يحدث (بالأهواز) اما عن الخوف من المد الشيعي أو انتشاره في مصر الذي يخشي منه السلفيون فقد حكمت الدولة الفاطمية الشيعية مصر علي مدي ثلاثة قرون ولم تستطع تغيير هويته السنية كما أن العلاقات السياسية بين الدول تحكمها المصالح بالدرجة الاولي رغم الاختلافات العقائدية أو المذهبية وعلينا أن نسأل أنفسنا أيهما أولي بالتقارب والتطبيع إيران أم إسرائيل؟!!