واصل خالد الاتربي رئيس نيابة امبابة التحقيق في حادث الطفل الذي كاد ان يدفع حياته القصيرة ثمنا للخلافات بين اب متحجر المشاعر وام مغلوبة علي أمرها.. الاب الذي لا يعرف الرحمة اشعل النار في كومة من القمامة والقي بالصغير فيها دون ان يتأثر بتصرفاته الفزعة الخائفة من النار التي كانت تلتهم جسده.. ولم يهتم ايضا بتصرفات امه التي حبسها داخل الشقة حتي لا تنقذ طفلها.. باشر التحقيق احمد معاذ وكيل اول النيابة باشراف المستشار محمد ذكري المحامي العام لنيابات شمال الجيزة.. استمعت النيابة الي اقوال الأم التي كانت في حالة انهيار تام وهي لا تصدق ان ابنها نجا من الموت حرقا علي يد والده واكدت من بين دموعها بكلمات ترتجف من قسوة ما فعله الاب الذي تجمدت مشاعره الي حد القاء طفلة في النار. اكدت الام في التحقيق انها ليس المرة الاولي التي يعتدي فيها الاب علي ابنه فهو دائم التعدي عليه بالضرب وكلما رفضت امه الذهاب الي العمل ازدادت قسوته علي الطفل ولكن المرة الاخيرة كانت اكثر قسوة وفعلها دون ان تهتز مشاعره.. واكدت انه ادمن المخدرات ويجبرها علي النزول الي العمل في مواقف سيارات الاجرة تقوم بعمل الشاي والقهوة ثم يحصل علي اجرها لينفقه علي شراء المخدرات.. لم تشعر يوما انه الاب الحنون علي طفله الذي عاني كثيرا من قسوته.. وان الام انقذته من بين يديه اكثر من مرة وهو يكاد يفتك به من الضرب الذي لا يتحمله جسده الرقيق.. وتبين ان الطفل كريم عمرو »سنتين« خرج من المستشفي بعد علاج للحروق الشديدة التي التهمت جسده بقسوة لا تقل عن قسوة الاب وتم عرض الطفل علي الطب الشرعي وامرت النيابة بحبس الاب الذي حاول الانكار ولكن اقوال الام وشهادة الجيران اكدت الاتهام.. وتبين انه متزوج من اخري وله منها ابناء ولكن طفله كريم هو اصغرهم وهو الابن الوحيد لزوجته الثانية.. وتبين من التحقيقات ان الاب مسجل جرائم نفس ومخدرات وسبق اعتقاله وان الجيران يخافون من سطوته وعندما شاهدوا المتهم يلقي بطفله في النار لم يحاولوا الاقتراب خوفا منه ولولا ابنة عمه التي انتشلت الطفل من النار وتبين انه اشعل النار داخل البيت واكدت معاينة النيابة وجود اثار حريق علي الجدران.