وحيد سيف، غادر عالمنا مكتئبا، بالرغم من السنوات التي قضاها يوزع الضحك علي جميع الناس. وقد قال لي منذ ستة أو سبعة أشهر بالكثير إن التكشيرة علي ما يبدو قد انتقلت عدواها إلي عموم المصريين. فارق الحياة بينما نحن في أمس الحاجة إليه، ليساعدنا علي مواجههة كل هذا التجهم. ريم ماجد، يحدث في بعض الأحيان أن تتغيب عن الشاشة طويلا. أكثر من »طويلا« في الحقيقة. وعلي ما أتصور، فإن مناعتها ضعيفة ضد الانفلونزا. كل شتاء لها حكاية ثقيلة الوطأة مع البرد. المدهش أن هذه البنت الشهرزادية النبرة والعينين، تتمتع بمناعة صلبة كحجارة الأهرام في مواجهة كل أنواع الفيروسات اللي بالي بالك. أزهار اللوتس التي تنمو علي ضفاف النيل أقوي مما يتوهم أعداؤها. تستطيع أن تسرق عملا أدبيا أو فيلما أجنبيا تشف مشاهدة بحذافيرها أو تصوره بالموبايل من باب الاستسهال أو الاستهبال، بينما أنت تتابعه من الصف الأخير داخل القاعة المظلمة. ثم تقوم بمطه علي الطريقة المتبعة في مصر منذ عقود طويلة حتي يصبح مسلسلا من 03 حلقة، أو ربما أيضا متعدد الأجزاء. تستطيع أن تفعل هذا كله. لكنك لا تستطيع أن تحرق الاصل، ولا أن تمنع شخصا ما من الاطلاع عليه. ومع ذلك، فإن هناك من يحاولون اقتباس مشاهد من الماضي ليزرعوها في الحاضر. لهؤلاء لا أجد ما أقوله سوي: لحسن الحظ أن الحياة ليست فيلما، وأن التاريخ لا يسمح بالتلاعب فيه عن طريق المونتاج. الشتاء الحقيقي هو عندما، بدلا من الغيوم، تخيم علي سماء القلب سحابات الهموم.