تلعب شعبية نتانياهو دوراً مهماً في مسار الانتخابات لا سيما مع انقسام المعارضة، وغياب المنافس القوي الذي يمكن ان يمثل تهديداً له ويكون جديراً بقيادة الحكومة، سواء من ناحية الشعبية او الخبرة. وبما أن غالبية استطلاعات الرأي ترجح فوز ائتلاف الليكود اسرائيل بيتنا بها وقيام نتانياهو بتشكيل ثاني حكومة له علي التوالي، والثالثة في تاريخه السياسي (سبق وترأس الحكومة في الفترة من1996- 1999 ) فإن ثمة عوامل قد تؤثر في اختيارات نتانياهو لشركائه الجدد، علي رأسها عدد المقاعد التي ستحرزها الأحزاب في الانتخابات بما يحدد الوزن السياسي الحقيقي للقوي المختلفة، ثم مواقف الأحزاب من القرارت التقشفية المنتظرة. إذ سيواجه نتانياهو بعد الانتخابات بأكبر تحدٍ يمكن أن يواجهه في سنوات حكمه وهو اضطراره لاتخاذ بعض الإجراءات الاقتصادية القاسية من قبيل استقطاعات الميزانية بما يستتبعه من خفض الإنفاق والمخصصات للعديد من القطاعات أو رفع الضرائب. وقد سبق أن أبدت الأحزاب الدينية وعلي رأسها "شاس" المتحالف معه معارضة شديدة لهذه الاستقطاعات، الأمر الذي قد يجبر نتانياهو علي اللجوء الي ما يسمي بالخطة البديلة "ب " وتتمثل في ضم حزب أو أكثر من أحزاب "الوسط" الي ائتلافه الحاكم . بذلك يكون نتانياهو قد ضرب عصفورين بحجر واحد: تخفيف وطأة معارضة حزب شاس وضغوط المتدينين المتشددين - من ناحية وإضفاء التنوع السياسي علي ائتلافه الحاكم بما يعطي مظهراً مرناً لسياساته. كانت استطلاعات الرأي قد أشارت الي احتمال فقدان حزب الليكود عدداً من المقاعد التي كان يشغلها في البرلمان المنحل، بما يعني فقدان الحزب للأغلبية المريحة التي تمكن نتانياهو من أن يختار بنفسه شركائه في الائتلاف القادم والمفاضلة بينهم دون ضغط الأوزان النسبية سواء كانوا من شركائه التقليديين، أو الجدد. المدهش أن فقدان الليكود لبعض مقاعده يصب - حسب جريدة هاآرتس - في مصلحة حزب الوسط الجديد "يش عتيد" برئاسة يائير لاپيد والذي يدخل الانتخابات للمرة الأولي. إلا أن إحدي المفاجآت الأخري المحتملة علي الجانب الآخر هي قفزالحزب اليميني المتشدد " البيت اليهودي" من 3 الي اكثر من عشرة مقاعد حسب اواخر استطلاعات الرأي، بما يعني ارتفاع منسوب الصقور في الحكومة القادمة. لذلك لايبدو أن شكل الائتلاف الحاكم في اسرائيل سوف يشهد تغييرات جوهرية، اللهم إلا نزوعه لإجراء "عملية تجميل للوجه" عبر التعاون مع أحد أو بعض ممثلي تيار "الوسط" السياسي، كمحاولة ضم حزب هتنوعاه "الحركة" بقيادة تسيپي ليڤني الي الائتلاف الحاكم. إلا أن المؤشرات لا تعزز هذا الاحتمال نظراً لغياب الثقة المتبادلة بين زعيمي "الليكود" و"الحركة". ويبرز الحزب الجديد "يش عتيد" ( هناك مستقبل) العلماني بقيادة يائير لاپيد كبديل أكثر ترجيحاً في الانضمام للائتلاف الحاكم القادم بقيادة نتانياهو. وبذلك قد يجمع الائتلاف الحاكم الجديد في اسرائيل أحزاب الليكود اسرائيل بيتنا،"يش عتيد"، شاس، البيت اليهودي، وربما يهودية التوراة. ورغم الهلاك الانتخابي الذي تعرض له حزب كاديما عقب انضمامه الكارثي لائتلاف نتانياهو السابق الذي لم يمتد سوي لسبعين يوماً، فضلاً عن السقوط المدوي الذي تتنبأ به استطلاعات الرأي لكاديما هذه المرة يبقي خيار الائتلاف مع شاؤول موفاز هو الأفضل بالنسبة لنتانياهو، إلا أن ذلك مرهون بالنتائج التي سيتمكن كاديما من تحقيقها في هذه الانتخابات. ومن الطبيعي ان انضمام كاديما للائتلاف القادم من شأنه ان يساند تواجد "يش عاتيد" في الائتلاف الحاكم حتي لايصبح الحزب الوحيد من تيار الوسط في الحكومة.