في الوقت الذي تطور فيه تعريف الأمية في العالم وأصبح لقب الأمي ينطبق في القرن 21 علي من لا يجيد استخدام الكمبيوتر فمازال عالمنا العربي غارقا في التعريف القديم للأمية وهو عدم القدرة علي القراءة والكتابة وليس بالطبع تعريف الأممالمتحدة للأمية وهو عدم القدرة علي قراءة وكتابة جمل بسيطة في أي لغة كانت. ورغم ان الأمية لم تعد مشكلة في جزء كبير من دول العالم باعتبارها مرحلة تجاوزها الزمن إلا أنها مازالت مشكلة في العالم العربي، فقد حذر تقرير أصدرته مؤخرا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بمناسبة اليوم العربي لمحو الامية -الذي وافق أول أمس - ان أكثر من ربع سكان الوطن العربي مازالوا محرومين من التعليم ومواصلة الدراسة وان نمو اقتصاديات الدول العربية مرتبط بمكافحة الأمية التي وصلت نسبتها في الدول العربية الي27.1 ٪ اغلبها من الإناث، وان عدد الأميين في الوطن العربي - ممن لا يستطيعون القراءة والكتابة والذين يزيد عمرهم علي 15 عاما يصل الي اكثر من 100 مليون نسمة من مجموع 335 مليونا، منهم اكثر من 6 ملايين طفل غير ملتحقين بالتعليم في الدول العربية رغم بلوغهم سن الالتحاق بالمدارس. وهي نسبة كبيرة وتشكل عائقا كبيرا أمام خطط التنمية في هذه الدول إذا عرفنا ان نسبة التعلم وصلت في أغلب دول الغرب إلي أكثر من 99 ٪. وهو ماجعل المنظمة تحذر من تفشي ظاهرة الأمية في الوطن العربي وانعكاساتها السلبية علي التنمية الاقتصادية والبشرية وتطالب بضرورة التصدي بكل الوسائل لهذه المشكلة الكبيرة ومضاعفة الجهود المبذولة حاليا من أجل تحقيق المعرفة للجميع وإنها مفتاح التقدم والازدهار والنمو.