أيام وتلملم 2102 أوراقها وترحل بلا رجعة، ترحل غير مأسوف عليها ولا أيامها الحزينة الأسوأ عبر تاريخنا الحديث. تجرعنا فيها الفرقة والوجيعة والانقسام وتعمقت الهموم.. والمشاكل، طالت كل مناحي الحياة من رغيف العيش والغاز والبنزين والضرائب والكهرباء وجنون الأسعار وحتي التناحر بين السلطات والقضاء والإعلام والتطاول علي الرموز والشخصيات العامة بداية من محاصرة الاتحادية والمحكمة الدستورية إلي مدينة الإعلام وحرق المقرات وغيرها من المظاهر والسلوكيات المسيئة للثورة وثوبها الأبيض النقي الطاهر الذي سبق وأبهر العالم أجمع. فيها هان الدم المصري ورخص عندما استهدف 71 جندياً استشهدوا علي الحدود في رمضان والفاعل للآن مازال مجهولاً.. وسقط 15 طفلاً في عمر الزهور راحوا ضحايا المزلقان والمتهم هو الإهمال! ومئات المصابين وشهداء الميادين وأحداث السفارة الأمريكية وقصر الاتحادية وكل ميادين مصر.. لذا إرحلي إلي متي نستعذب الأزمات ونتمسك بالمليونيات شعاراً للمرحلة ونتخذ من البذاءات وقلة الأدب هتافاً وهدفاً لها؟ وقد أفقدنا عنادنا أجمل ما فينا.. وخسرنا أقوي أسلحتنا الذرية الفتاكة عندما تفرقنا شيعاً وقبائل.. وتخلينا عن وحدتنا وفقدنا قدرتنا علي التواصل وتقبُل الآخر! لكن أي شيء ممكن تجاوزه إلا الابتسامة الصافية حين تُمحي من الوجوه والفرحة لو استعصت علي العيون السود، والكراهية واليأس تغلغلا واستقرا في القلوب الثائرة.. وانتصرت الروح الانهزامية - لا قدر الله - علي إرادة التغيير ومشاعر الأمل والتفاؤل في غد أفضل كنا نستحقه! لذا.. أتوسل إليك.. كفي وارحلي، بحلوك ومرك.. ارحلي 2102.. ويا عقارب الساعة سارعي وتقدمي.. لعل القادم أجمل وأحلي.. وكفانا انقساماً وانبطاحاً.. فمازلنا نمتلك القدرة علي »الحلم« ومن يمتلك الحلم امتلك مفاتيح أبواب الأمل وإرادة الحياة الحرة الكريمة.. وحاضراً ومستقبلاً زاهراً يتمناه كل ثائر لبلده.. ولكن ليس بالأماني والآمال وحدهما تنهض الشعوب وتتقدم الأمم ولكن بالعمل والتوافق والإيد في الإيد نتغلب علي كل الصعاب ونعبر خطوات وأميالاً للأمام. وحتي نختصر المسافات نحتاج في هذه المرحلة لقلب الأب قبل أن نحتاج لقبضة قائد ورئيس للبلاد، نريد أن يتسع قلب الدكتور محمد مرسي لكل المصريين، يلملم الشمل ويحقق المصالحة الوطنية.. ونكون له جميعاً أهله وناسه وعشيرته دون تمييز بين قبطي أو مسلم أو إخواني أو ليبرالي.. وهي المهمة الأصعب والأهم في هذه المرحلة الفارقة لو أنجزها لحققنا معاً المستحيل وقفزنا فوق الأزمات والعراقيل! فأهلاً ومرحباً بالعام الجديد.. واللهم اجعل أيامه كلها حب وأمن وسعادة واستقرار علي كل المصريين، واجعله يا رب آخر أوجاعنا وتمزقنا وبداية لإحياء الروح الثورية، والعوده للبناء والتشييد والنهضة والتعمير.