عاش ملايين الناس من سكان العالم يوم الجمعة الماضية حالة من الهستيريا ترقبا للكارثة التي ستفني العالم وفقا لما تم ترويجه بالاسناد لتقويم حضارة المايا ! انتهي اليوم الموعود بصفاء وسلام، لم تحدث الكارثة التي اشاعها البعض لتحقيق أكبر قدر من الفزع، لم يظهر كوكب نيبرون الذي تحدث عنه فيلم " 2012 "، لم يحدث أي شيء من كل التخمينات التي تم بثها وترويجها علي مدارعام، لم يصدق من اصابهم الذعر ما صدر عن وكالة ناسا من بيانات وتصريحات تنفي بالادلة العلمية حدوث أي شيء غير طبيعي في الفضاء في يوم 21 ديسمبر 2012، لم يستمع من اصابهم الرعب لتحذيرات العلماء من الإنجرار وراء الخرافات، لم يهتم أحد ممن اصابتهم هستيريا " نهاية العالم " بما قالته "ريجوبيرتا منشو" إحدي زعيمات السكان الأصليين في جواتيمالا،الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام، حول القراءة الخاطئة لتقويم حضارة المايا بوصفها واحدة من المنتمين إليها، مؤكدة ان المايين تحدثوا عن 21 ديسمبر كنهاية عصر وبداية آخر، ولم يتحدثوا عن نهاية العالم أو يوم القيامة ! بيرند هارد، احد اعضاء جمعية علوم ما وراء الطبيعة في المانيا وصف من تسببوا في هذا الفزع بمعدومي الضمير الذين يريدون الربح السريع، هؤلاء عصابات منظمة تخلق مناخ الترويع لكي تبيع ما لديها من خدمات وسلع، في مدينة دريسدن بألمانيا اصطفت الطوابير أمام إحدي المكتبات صاحبة الحق في نشر أقدم كتاب عن حضارة المايا، الملايين الذين اشتروا الكتاب اكتشفوا عند الانتهاء منه ان التقويم لا يتحدث عن يوم القيامة، المكتبة ربحت من المبيعات استثمارا لحالة الإثارة والفزع التي روجتها المواقع والفضائيات واصحاب المصلحة التجارية. من باب استثمار الحالة وتحقيقا للربح، اعلن ملجأ روسي صمم لتأمين الزعماء السوفيت في حالة وقوع هجوم نووي، عن اقامة حفل داخل الملجأ الذي يقع علي عمق 56 مترا تحت الارض لمدة 24 ساعة مقابل ألف دولار لمن يريد الهرب من نهاية العالم، مخبأ " شوننبورج" المعد لحالات الانفجار النووي، الواقع علي مشارف بلدة هونسباخ شمال شرق فرنسا فعل نفس الشيء ،اليهود الشطار في التجارة استثمروا حالة الفزع في شراء ممتلكات بعض اصحاب الاعمال المذعورين من اليوم الموعود بتراب الفلوس، سحب غير مسبوق علي الأدوية وأدوات الإسعافات الأولية جعل اسعارها تتضاعف، كم الشموع والثقاب والأغذية والمشروبات والمعلبات التي تم سحبها من المحلات لتخزينها في الملاجأ التي تم ايجارها في روسياوفرنساوالمانيا، يؤكد بشاعة الهستيريا التي عاشها من تم ترويعهم، أسهل استثمار لترويج البضاعة والافكار ستجده في التخويف بالمجهول، والمتاجرة بالمعتقدات والأديان !