"وإنك لعلي خلق عظيم".. هكذا وصف القرآن الكريم رسولنا العظيم نبي الرحمة والسلام والتسامح.. ووصف الحبيب نفسه قائلا "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. وإذا كان العلماء ورثة الأنبياء فأهم ما يرثونه قبل العلم الأخلاق الحميدة.. لكن يبدو أن الأخلاق تغيرت معانيها في عصر الإنحطاط الذي نعيشه.. فالعيب فيما نشاهده ونسمعه من بعض المشايخ -الذين يتهمهم البعض زورا وبهتانا أنهم أساءوا لديننا الحنيف- ليس في هؤلاء المشايخ.. لكن العيب في الاخلاق نفسها والتي غيرت معانيها مع الزمن! الي متي يصمت الأزهر الشريف عمن يشوهون الاسلام والمسلمين باسم الدين.. هل من الاخلاق والدين أن يقف داعية علي المنبر وسط مريديه ليتحدث عن خصم له قائلا " وانت ياروح امك عاملي فيها دكر" ..وأعتذر ان كنت اسأت الأدب بذكر تلك الجملة في مقالي هذا.. عار أن يبث أنصار شيخ آخر الرعب والخوف والفزع في نفوس الاخرين.. اليس المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.. عار علي المسلمين من يخوض في الاعراض بلا دليل ولا شهود.. لكن العار كل العار علينا جميعا إذا سكتنا عن هؤلاء الذين ينغصون حياتنا باسم الدين وهو منهم براء وداعا عم سيد بهدوء كان يدخل الي صالة التحرير.. يمسك بقلمه الرشيق ليضع بصماته علي موضوعات وأخبار وتقارير الجريدة.. ومن تلك البصمات كنا نتعلم وبحق أصول واخلاقيات مهنتنا.. نادرا ما كنت تسمع له صوتا عاليا ويستحيل أن يلفظ كلمة خارج حدود الأدب والذوق.. جميعنا لا يناديه باسمه الا مسبوقا بكلمة " عمي" أنه أستاذنا ووالدنا الكاتب الكبير سيد حجازي وكما كان يعطينا دروسه الصحفية في صمت أثر أيضا أن يرحل عنا في صمت دون أن يشعرنا بضجة مرضه أو آلامه.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.