المتابع للمليونيات التي خرجت مؤخرا للتعبير عن الغضب أو التأييد لابد أن يدرك تماما أن مصر بلدنا لايمكن أن تنهض أو تقوم لها قومة بفصيل أو تيار وحيد سواء كان تيارا ليبراليا أو إسلاميا أو اشتراكيا فمصر للجميع وعلينا أن نتعايش مع بعضنا البعض تماما كما هو حادث الآن في الأسرة المصرية سواء كانت الاسرة الكبيرة (العائلة) أو الأسرة الصغيرة فقد أصبح أفرادها متنوعي الاتجاهات والتيارات ولذلك أري أنه بات من المستحيل أن يفرض تيار واحد نفسه علي باقي فصائل الشعب المصري ..مستحيل ..وإلا فالبديل معروف ومتوقع بشدة وهو مزيد من الدماء والضحايا والمصابين وتوقف الحياة الاقتصادية بل ضياع مصر من بين أيدينا أقول هذا لأن الخلافات حول مشروع الدستور الجديد سواء برفضه أو قبوله لا تساوي شيئا أمام هذا الانقسام الخطير الذي نراه بأعيننا وترتجف قلوبنا من المصير المفزع الذي ينتظرنا جميعا ولا أريد تصوره والذي من الممكن تلافيه لو أن المعتدلين من بين فصائل الشعب المصري وطوائفه تحلت بالإيجابية ورضيت بالاحتكام الي آليات الديمقراطية التي نريدها ونتشدق بها جميعا وذهبت غدا السبت إن شاء الله لتدلي برأيها في مسودة الدستور الجديد وهي مرتاحة الضمير بأنها قالت كلمتها سواء كانت ( بلا ) أو ( نعم ) في وقت عصيب تمر به مصرنا الغالية أما المتطرفون من تلك الفصائل فسوف يكونون عرضة للاستخدام من قبل فلول النظام البائد لدخول مصر إلي النفق المظلم الذي يؤدي إلي حريق الوطن ودماره والعياذ بالله ولأنني أحسب نفسي من ضمن المعتدلين ولست من المتطرفين فقد عقدت العزم علي ألا أقاطع الاستفتاء علي مسودة الدستور الجديد وسوف أذهب غدا لمقري الانتخابي لأقول رأيي وأنا مرتاحة الضمير متضرعة الي المولي عز وجل ان يقي مصر شر الفتن.. يا رب العالمين آمين آمين .