محيى عبدالرحمن في حجته الأخيرة وقف امير المؤمنين عمربن الخطاب علي جبل عرفات والناس ملتفون حوله يسمعونه يدعو ويقول: يا رب كبرت سني وضعف جسدي وانتشرت رعيتي فاقبضني اليك غير مفرط في حق المسلمين، وفي آخر ايامه وكان عمره 63سنة كان يدعو ويقول: اللهم اشكو اليك قوة الفجرة وضعف التقاة ، وقبل ايام من وفاته سأل اين حذيفة ابن اليمان؟ وكان حذيفة كاتم اسرار رسول الله الذي اختصه باسرار الفتن والاحداث الي يوم القيامة، جاء حذيفة فساله عمر: اقسمت عليك هل اسماني رسول الله في المنافقين؟ فقال لا، فقال عمر حدثني عن الفتنة، فقال حذيفة: فتنة الرجل في بيته وماله وولده يكفرها الصلاة والزكاة والصدقة، فقال عمر: ليس عن هذا اسألك،ولكن اسالك عن الفتنة التي تموج في الامة، فقال حذيفة: مالك ولها يا امير المؤمنين وبينك وبينها باب مسدود، فقال عمر، يا حذيفة، ايفتح باب الفتنة ام يكسر؟ فقال بل يكسر، فقال عمر اذن لايعود الي مكانه، قال نعم يا اميرالمؤمنين، فبكي عمرو سأل الناس حذيفة ومتي الفتنة؟ فقال الباب هو عمر، فاذا مات فتحت ابواب الفتن، وعند وفاته احضروا له وسادة ليضع راسه عليها فرفض وقال ضعوا خدي علي التراب لعل رب عمر يرحم عمر، ثم نادي وقال يا ابن عمر، ان انا مت فاغمض عيني واقتصد في كفني، فانني ان قدمت علي ربي وهو عني راض فسيبدلني كفنا خيرا من هذا الكفن، ثم اغمي عليه ساعة طويلة ودخل عليه ابن عباس فقالوا له نريده ان يفيق ولا ندري، فقال انا ادري، اعلنوا عليه موعد الصلاة، فنادوا الصلاة يا امير المؤمنين فانتبه وقال اصلي الناس؟ قالوا نعم.. قال فوضئوني لأصلي أنا ايضا.