فتش عن الماسونية التي تعزف علي كل ما يثير الخوف عند الناس، الترويج لنهاية العالم عزف مخيف، مرعب، مزعج، لكنه الاعلي في دوائر الاقبال والاهتمام المشهد الأول: رفض مواطن روسي تسديد ألف روبل »32 دولارا« قيمة مخالفة مرورية، لأنه يعتقد مثل الآلاف من سكان أوروبا، أن العالم سوف ينتهي الجمعة 21 ديسمبر، هو يري أن لا جدوي من تحصيل أي شيء طالما النهاية بعد أيام، الغريب ان هوس نهاية العالم يجتاح عقلية سكان الدول المتقدمة، الأكثر ثراء، والأكثر تعليما، والأكثر تحضرا، والأكثر ابتكارا واستخداما للعلم والمعرفة والتكنولوجيا، مراكز وأجهزة متخصصة تعزف منذ شهور علي وتر إثارة الفزع عند الناس، مستغلة في ذلك الوازع الديني، وخوف الإنسان الدائم من المجهول، والسينما دائما في الخدمة، وشبكات التلفاز العملاقة تؤدي الدور المطلوب، وفق منظومة متكاملة تلعب فيها مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الإنترنت الدور الأكبر لتهيئة الوجدان، والدخول في معايشة كاملة مع الرعب المتخيل لساعة النهاية بالافكار المتهم في ترويجها جماعات ماسونية! ها هي السلطات الأمنية الفرنسية تعلن أقصي درجات التأهب لغلق جميع المنافذ المؤدية لجبل وقرية »بورجاش« مع إشراقة شمس 19 ديسمبر الجاري، لوقف تدفق المزيد من الآلاف التي جاءت من دول أوروبية، ومدن ومقاطعات فرنسية للهرب من نهاية العالم التي يعتقد انها لن تمس هذا المكان، السلطات الفرنسية تخشي حدوث حالات انتحار جماعي عند الجبل بفعل تلك اللوثة، وبفعل ما يشاع في قرية بورجاش عن الجبل الذي سينشق في 21 ديسمبر ليكشف عن مركبة فضائية ستكون مهمتها انقاذ من يأتي إليها من البشر من الدمار الذي ينتظر العالم في هذا التاريخ، نزح الآلاف إلي تلك القرية بسبب اعتقاد عممته طائفة »مدرسة رامثا للتنوير« الأمريكية، بأنها ستكون الملجأ الآمن الوحيد علي كوكب الأرض عند حلول 21 ديسمبر، سكان القرية توقفوا أمام نزوح الآلاف من الأغراب الذين اشتروا الأراضي، والمباني بأضعاف أضعاف سعرها الحقيقي، وقاموا بحفر الانفاق والملاجئ تحت الأرض، وتخزين كميات كبيرة من الطعام والشراب، سكان القرية الذين ربحوا من وراء ذلك لا يخفون امتعاضهم من تلك الخرافات التي تحيط بقريتهم، ومع ذلك فهم يقولون بالبلدي »رزق الهبل علي المجانين«، لكن الحكومة الفرنسية تأخذ المسألة علي محمل الجد لكي لا تفاجأ بموجات انتحار جماعي كما حدث في مدينة نانتز عام 2002 نتيجة لترويج افكار مماثلة عن نهاية العالم، أو تفاجأ بتكرار ما حدث في نهاية العقد التاسع من القرن الماضي في الانتحار المتزامن ل 740 شخصا في فرنسا وسويسرا وكندا من افراد طائفة »معبد الشمس«. القبلة الطويلة المشهد الثاني: ليست فرنسا وحدها من تعيش لوثة نهاية العالم التي يروج لها في 21 ديسمبر، يعيش نفس الهاجس، ونفس المخاوف الآلاف من سكان أوروبا وكندا والولايات المتحدة ، بفعل الرعب الذي تجسد في الفيلم الأمريكي " 2012 " للمخرج والسيناريست والمنتج رولاند اميريش الذي استمد ما به من فزع من خلال تقويم حضارة " المايا " التي تحدثت بدقة وفق هذا التقويم عن نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012، الفيلم يجسد بتقنيات عالية جدا صورا مخيفة لتدمير أهم معالم العالم الكبيرة، وأغلب مدن العالم الشهيرة، ومشاهد الموت التي تطارد سكان العالم، نتيجة لكارثة جهنمية تفجر الأرض، وتشق الجبال، وتفيض البحار والمحيطات انطلاقا من كاليفورنيا، هذا الفيلم الحافل بالمؤثرات السمعية والبصرية الموظفة لخلق المناظر الكارثية، أثر بشكل كبيرفي الملايين من مشاهديه، البعض اعتبره فسحة للتسلية، البعض الآخر بدأ يحضر نفسه لهذا اليوم المريع، آخرون قدموا للفيلم قراءة سياسية ونفسية تكشف عن غموض الرسالة التي من اجلها مولت الصهيونية العالمية هذا الفيلم، وغيره من الافلام التي تعزف علي نفس الوتر، بهدف تهيئة الناس لحرق العالم وتدميره، وتقبل اشاعة الفوضي في اماكن محددة، كثير من الخبراء يؤكدون ان اغراق المواقع الاليكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بمئات الموضوعات والصور ومقاطع الفيديو التي تروج لنهاية العالم في 21 ديسمبر، وراءها مؤامرة صهيونية تمهد نفسية سكان العالم للتعايش مع افكار غامضة لتمرير احداث معينة في ظل حالة الشعور بالفزع من مجهول آخر، وللتأكيد علي الدور الخطير الذي يلعبه المال الصهيوني في السينما الهوليودية ما جاء في فيلم " القبلة الطويلة " الذي أنتج عام 1996، لنستعيد الجمل الحوارية التي جاءت به علي لسان البطل: - " لكي نحصل علي موافقة الكونجرس بزيادة الميزانية فنحن في حاجة لعملية إرهابية كاذبة، لا ادري كيف أكذب بمقتل 4000 شخص ، لذا يجب ان نقوم بالعملية في الواقع ثم ننسبها للمسلمين، لنحصل علي الزيادة المطلوبة بفعل بث الفزع " ، بعد ست سنوات من هذا الفيلم تمت احداث 11 سبتمبر الارهابية ،وتم رفع ميزانية وزارة الدفاع إلي 400 مليار دولار واتهم المسلمون بهذه الجريمة ! فلاش باك المشهد الثالث: في اليوم الأخير من ديسمبر عام 9991 تحولت كل مدن أوروبا القديمة إلي مدن فاضلة، الكل في الكنائس يرتل للصلاة، اغلبية الناس صعدوا لقمم الجبال هربا من الزلازل والبراكين التي ستعصف بكل مظاهر الحياة، اوروبا عاشت قبلها لمدة شهرين في اعتقاد ديني يقول ان كل ألف سنة تمر علي ميلاد المسيح لابد ان تقع فيها كارثة ضخمة تغير من وجه العالم، وقتها لم يكن احد يعلم شكل هذه الكارثة، أو يعلم ما سيتولد عنها من أخطار، كل واحد فسر الكارثة المنتظرة حسب اعتقاده ورؤيته الخاصة، الكلمات المدونة تخبرنا أن الاغنياء تنازلوا للفقراء عن أغلب ممتلكاتهم، من سلب غيره سعي لرد ما سلبه، من كان علي عداوة مع احد ذهب ليطلب منه الصفح والمغفرة، كلما اقتربت الأيام من اواخر ديسمبر ارتفعت وازدادت حمية التطهر، بماذ تفيد القصور وبماذا تفيد الممتلكات والنهاية وشيكة، النبلاء اطلقوا العبيد، فتحت السجون والمعتقلات وتم تحرير المجرمين، اختفت الكراهية، انعدم الكذب، لم يعد هناك تدليس أو غش أو نفاق، الكل يصلي من اجل ان ينال العفو والمغفرة، الكل في الكنائس ينظر لعقارب الساعة التي تقترب من الثانية عشرة، دقات القلوب كما اجراس الكنائس، الانفاس متلاحقة والعيون زائغة، دقت الساعة معلنة منتصف الليل، بعض رءوس المصلين لم ترتفع مرة اخري لأن اصحابها ماتوا من الخوف، من عاشوا لم يصدقوا ان اللحظة الفارقة في عمر العالم مرت بسلام، لم يحدث أي شيء من المخاوف والهواجس التي عاشوها في ايام وساعات الرعب القاتل، في صباح اليوم التالي تحولت المدن التي عاشت لأيام فاضلة إلي مدن قاتلة، السلطات طاردت المجرمين لاعادتهم للسجون مرة أخري، النبلاء طاردوا العبيد لامتلاكهم من جديد، الأثرياء استردوا أموالهم وممتلكاتهم التي تنازلوا عنها للفقراء، اعيدت الابقار والمواشي التي اطلقت في الحقول لحظائر اصحابها، عادت المنازعات وارتفع السلاح لفض الخلاف، بعد هذه الواقعة بعام ونصف العام جاء مرض الطاعون الذي حصد أكثر من 30 مليون إنسان، مشهد الجثث الملقاة في الشوارع أكد لمن كتبت لهم النجاة انهم اخطأوا في حساب النهاية التي تم توقعها في ديسمبر 9991 »نهاية العالم« عنوان مخيف، مرعب، مزعج، كثيرون استخدموا هذا العنوان لأنه تجاري ومربح، كل ما يثير الخوف والفزع والقلق عند الناس يكون الاعلي في دوائر الاقبال والاهتمام، ما اود التأكيد عليه ان هناك أكثر من 22 تاريخا تم تحديدها لنهاية العالم لم يصدق منها تاريخ واحد، يتحدثون عن كوكب »نيبرون« الذي تناوله الفيلم الامريكي " 2012 " بزعم انه يقترب من الارض ليغير من وضعية المجموعة الشمسية، ويخيفون الناس باسناد معلومات مغلوطة لم تتحدث بها وكالة ناسا الفضائية، التي اضطرت إلي تخصيص صفحة كاملة لتفنيد تلك المزاعم المنسوبة اليها، مؤكدة ان النهاية المزعومة لتاريخ 21 ديسمبر ما هي إلا أكذوب! خماسيات: عيني علي العلماء في الزمن الرديء نكرات. ملهمش حق الكلام والشهرة ع الشاشات. ملهمش غير سطرين يتنشروا ف الممات. ف الزمن الرديء يتساوي عالم مع رقاصه. حسره عليك يا زمن كلك: سكات في سكات. وعجبي!