فتح شريف الباب علي أحمد، فوجده مستغرقا في صلاته.. ذهب بسرعة الي جهاز التليفزيون الموجودة في صالة المنزل.. امسك بالريموت، ورفع الصوت عاليا ليسمع كل من في البيت صوت المتحدث الاعلامي لرئاسة الجمهورية اثناء إعلانه عما يسمي بالاعلان الدستوري.. الصوت العالي نبه الجميع، وفي لحظة كان والد احمد وشريف ووالدته واخته في الصالة يستمعون باهتمام. اختفي المتحدث الرسمي من الشاشة وبدأ الكل يتكلم في وقت واحد.. شريف يصرخ: لا يمكن ان يفعل هذا.. إن ما تم إعلانه قضاء علي دولة القانون.. كيف يحصن الرئيس قراراته ضد الطعن امام القضاء؟.. اتجه شريف الي حجرته يرتدي ملابسه، بينما أحمد يقلب في القنوات الفضائية والارضية.. راضيا.. مبتسما.. دافع عن ابتسامته التي وجدت استهجانا من والده، بأن الرئيس لديه وجهة نظر.. لابد انه سيشرح لنا ماذا تعني كل مادة في الاعلان الدستوري.. الرئيس عين نائبا عاما جديدا لأن لديه أسبابا سياسية. جلس الاب ممسكا بالريموت كنترول يسمع آراء المتخصصين آثرا الصمت والاستماع الجيد.. جلست الام بجانبه تستمع وتعلق قليلا دون أن يسمع احد صوتها. اما الاخت الصغري فمازالت مكانها لم تفهم بعد ما يحدث ذهبت الي شريف في حجرته فوجدته يرتدي ملابسه يحدث نفسه بأنه لا يمكن السكوت علي ما حدث.. شرح لها لماذا كانت غضبته فهزت رأسها كأنها مقتنعة وخرجت من الحجرة. ذهبت لأحمد وجدته هو الآخر يحدث نفسه بأن للرئيس اسبابا ومنطقا ويعمل في صالح مصر.. وكل المعارضين يريدون العودة بنا. خرج شريف من حجرته مسرعا.. قال في عجالة لابويه انا في التحرير مرة اخري لابد من الانقاذ.. ولم يمهل احدا الرد عليه، إلا أن عين امه تعلقت به كثيرا وقالت له وهو علي السلم.. ما تتأخرش. وفجأة وجد الاب والام احمد مرتديا ملابسه في وسط الصالة وقال سنذهب للاتحادية لنعلن تأييدنا للرئيس انه علي حق.. حاول الاب ان يثنيه قائلا.. المعارضون فقط يا احمد، هم من يعلنون معارضتهم.. فالتأييد لايحتاج مظاهرات. تعلقت عين الام علي أحمد وقالت بصوت عال لا يخفي عنه نبرة القلق والخوف.. ذنبهم في رقبة من اشار بهذا الاعلان.. وامتلأت عيناها بالدموع خوفا وحيرة علي ابنائها.. وتمزقت نصفين، ثم بدأت رحلة الانتظار في الشرفة حتي الصباح، والمحمول لا يفارق يدها.. بينما جلس الاب فوق سجادة الصلاة، والخلفية شاشة التليفزيون والمعارضين والمؤيدين يصرخون.