الذين يريدونها فوضي تحقيقا لاجندة خاصة تخلو من الضمير الوطني، من الطبيعي ان يخلعوا برقع الحياء وهم يعلنون رفضهم لكل خطوات الاصلاح المقننة التي تأخرت الحكومات المتعاقبة كثيرا في تنفيذها وتركت الحبل علي الغارب حتي كاد الوطن ان يحترق بنار الفتنة التي تهدد امنه وسلامته واستقراره، لكن المثير للدهشة والاستغراب تلك الاصوات التي كانت تتسم بالعقل والتعقل فجأة ركبت هي الاخري موجة الرفض بعد تحالفها مع قوي الظلام التي لا تريد اي خير لهذا الوطن، انهم لا يرون إلا المصالح الذاتية والمنافع الضيقة حتي ولو كان ذلك علي حساب امن واستقرار المركب التي تحتوي الجميع، والمصيبة انهم علي علم ويقين بأن الفوضي التي يدعون لها تصب بشكل مباشر وغير مباشر لصالح قوي خارجية يعنيها في المقام الاول والاخير ان تبقي مصر مشغولة بصراعات داخلية لو اهملت فالله وحده يعلم نتائجها السيئة، والمصيبة الاكبر ان دعاة الفوضي ومنشدي القلق ومشعلي الفتن يستخدمون البسطاء من العامة كوقود في تلك التحركات المشبوهة، تقوم الدنيا ولا تقعد وتلطم الخدود وتشتغل الندابات بالنواح عندما تنذر الجهات المسئولة الفضائيات الخارجة عما تم الترخيص به لها، ويعلو صوت الندابات بالولولة علي حرية الاعلام والتعبير، فعن اية حرية يتحدث هؤلاء ؟ هل هي حرية الكذب والتلفيق والاثارة والدعوة لكراهية الاخر حتي ولو كان من نفس الدين مع اختلاف الملة والمذهب ؟ هل هي حرية اشاعة الدجل والخرافة والعلاج بما لا يعالج به وليس منه فائدة وغير مرخص به من الجهات المسئولة ؟ هل هي حرية السباب والشتائم والبذاءات المتبادلة بين الاطراف علي شاشات الفضائيات التي اهدرت دم القيم الاجتماعية واستباحة الاخلاق وعرت كل ما هو فاضح ومفضوح، وقدمت للنشء والشباب اروع نماذج البلطجة واحتراف العنف ؟ لو كان هناك ضمير وطني مستيقظ وحي لادرك دعاة الفوضي ان القيادة السياسية مدركة تماما لكل الاهداف الخبيثة، وكل الاجندات الخاصة المرتبطة باجندات خارجية، وكل المحاولات الساعية لجر الوطن لعصور التخلف والتراجع والظلامية الفكرية والثقافية، ولهذا فعلي هؤلاء ان يراجعوا انفسهم لانعاش ضمائرهم واستعادة توازنهم، لان الوطن لم يعد يحتمل المراهقة، وعلي الجميع ان يعلم ان الفوضي لم تعد مقبولة، وان رجال الاعلام الشرفاء في اعناقهم امانة للتصدي بحزم ووعي لكل تلك الاجندات المجردة من الضمير الوطني. لقد حذر الرئيس مبارك ، لم يقل مسلما ومسيحيا انما قال " جناحي الامة ".. وما ابلغ التعبير وأقواه لمن يدركون ان الطائر لا يمكن ان يحلق بجناح واحد. فعلي من يلعبون بالنار في جميع المواقع ومن كل الاتجاهات، عن قصد او جهل، ان يدركوا ان الدولة لديها من القوانين ما يلجم اشاعة الفوضي وبدأت في تنفيذها، وعلي الندابات ان يصمتن ولا يتشدقن بحرية تلك الفوضي.