قررت ألا أكتب مقالي هذا الأسبوع.. وان اعتذر للزميل الاستاذ محمد درويش المشرف علي صفحة آراء حرة.. فماذا أكتب؟ وعن أي شيء؟ والمشهد في الساحة المصرية ينذر بكارثة.. الشارع المصري منقسم انقساما خطيرا. ويشي بأنه لا توافق بين الفرقاء.. تفرقنا شيعا وأحزابا.. كل منا ينحاز إلي فصيل.. ورفع كل منا السلاح في وجه أخيه.. وعرفت شوارعنا ومياديننا قنابل المولوتوف.. والغاز المسيل للدموع والنبال والحجارة.. والرصاص الحي.. أحرقنا منشآتنا دون ان نفكر كم نخسر جراء ذلك.. حتي الاخوة في المنزل الواحد تحزب كل منهم إلي فريق وكادوا يقتتلون.. كل هذا من أجل الإعلان الذي يسمي دستوريا وما هو بدستوري.. كما يخبرنا بذلك فقهاء وخبراء وأساطين الفقه الدستوري في بلادنا. ويعلم الله ان غالبية الشعب الذي ألهاه السعي علي لقمة العيش عن كل شيء كان يتمني ألا تعود المليونيات إلي الشوارع.. بل إلي المصانع والمتاجر والمزارع.. ولكن يبدو ان الشوارع والميادين أصبحت قدرنا.. فكلما نهدأ.. نفاجأ بما يفجر براكين الغضب فينا ويجعل الراشد منا مخبولا.. والعاقل مجنونا.. ويحولنا إلي شعب من المتناحرين.. ويضيع من تحت اقدامنا الطريق.. اكتب هذه السطور قبل انتهاء اجتماع الرئيس محمد مرسي بالمجلس الأعلي للقضاء في محاولة لرأب الصدع الذي أحدثه إعلانه.. وقبل ان تبدأ مليونيات التحرير وجامعة القاهرة.. وميادين المحافظات.. كتب بعد ان شاهدت تشييع جنازتي الشابين جيكا وإسلام.. وبكيت عليهما.. وتساءلت: بأي ذنب قتلا.. وفي رقبة من دمهما؟ اكتب ذلك قبل ان أعرف نتائج الاجتماع وما سيسفر عنه من قرارات.. هل سيتراجع الرئيس عن إعلانه.. أم سيبارك مجلس القضاء الأعلي هذا الإعلان ويضفي عليه الشرعية.. وماذا ستسفر عنه المليونيات.. هل تنتهي بسلام.. أم سيسقط شهداء جدد علي طريق الحرية؟.. هل تكتفي المليونيات برفع الحناجر واللافتات.. أم ترفع السلاح لا قدر الله. لذلك كله قررت الاعتذار عن عدم الكتابة بعد ان وجدت ان الرؤية غائمة.. والسحب الداكنة تملأ الأجواء.. فمعذرة عزيزي القارئ وأرجو ان تتقبل عذري . كلمات حرة مباشرة: الوفاق ليس شعارا نرفعه.. بل هو سعي حثيث بنفوس صافية نحو الوصول إلي نقطة الالتقاء.. وليتنازل كل منا عن تحزبه من أجل ان تعيش مصر آمنة مطمئنة.. لا معاندة.. ولا مكابرة.. ولا مغالبة.. ولكن عمل دءوب من أجل المصلحة العامة وإذا اردنا الوصول إلي الوفاق فلنقلل من الظهور في القنوات الفضائية التي أصبحت جزءا من أسباب عدم الوفاق أو الإنفاق .. جربوا مرة واحدة.. وسترون اننا سنلتقي سريعا علي كلمة سواء.