يارب.. سبحانك أنت الملجأ والملاذ وحدك. في أوقات الشدائد ليس لعبادك أن يتطلعوا إلا لرحمتك وعدلك. نأخذ بالأسباب، لكنك صانعها، وخالقنا. نري الاخطار، نخطئ، تداهمنا الاحداث، وتبقي يارب العالمين من يدرأ، ويصوب، ويُلهم عباده. نخطو فتصبح الخطي أخطاء أو حتي خطايا، وتظل يارب من يسدد الخطي، ويُنجي من المهالك. تظللنا الغيام، ويستغلق علينا الفهم، وتستعصي الحلول، ثم ينبثق من ظلمات صنعناها، نور حقك، بعظمة مقدرتك. يارب.. لا تأخذنا بما يفعل السفهاء منا، وصُب غضبك ومقتك عليهم، ونجنا من حمق الغضبي، والغضب الأعمي، ومن عُمي البصيرة. يارب.. نرضي بقضائك وقدرك، ولانسألك ردا لهما، وإنما اللطف فيما نلقاه بعد طول معاناة وعظيم صبر. يارب.. لا تجعل الثأر أكبر هم بعضنا، واجعل أكثرنا من الكاظمين الغيظ، العافين عن الناس، فمصر لا تحتمل الفتنة ولا الفُرقة. يارب.. لا تدعنا نواجه أصحاب الأهواء، ولا ضحايا الاستعلاء والغطرسة، وضيق الافق ممن يحترفون »فقه الجهل« ويباهون بادعاء الفهم واحتكار الحقيقة. يارب.. باعد بين مصر والعنف والارهاب والدمار، كما تباعد بين السماء والأرض، وأيقظ الضمائر، وأنر البصائر. يارب.. اجعل وطننا مصر منارة للحق والخير والحرية والعدل والجمال والكرامة. وعدت بحفظها في كتابك العزيز، فيارب أتمم علينا نعمتك واحفظها من كل شر، ومن سوء بعض ابنائها، إنك نعم النصير لعبادك المتطلعين لآيات رحمتك.