رهان الحكام أو المعارضون في أي بلد علي أمريكا والأمريكان هو رهان خاسر دائماً. هذا هو ما سجله التاريخ علي مدي عدة عقود منذ انبثاق أمريكا كقوة عظمي علي المسرح العالمي، ثم القوة الدولية العظمي الوحيدة. فكل الحكام الذين راهنوا علي أمريكا لدعمهم وحمايتهم خذلتهم وتخلت عنهم في نهاية المطاف.. أخذت منهم ما تريد واستغلتهم في تحقيق مصالحها لأقصي مدي، ثم تركتهم فيما بعد لحساب شعوبهم، بعد أن صاروا بلا جدوي لها أو مضرين للمصالح الأمريكية.. والمثال الشهير تاريخياً هنا هو ما فعلته أمريكا مع شاه إيران الذي لم تقبل به وهو مريض لاجئاً بها! أيضاً كل المعارضين الذين راهنوا علي أمريكا لمساندتهم في مواجهة حكامهم خذلتهم.. استثمرتهم بعضاً من الوقت للضغط علي حكامهم حتي ينصاعوا لها وينفذوا ما تطلبه منهم، ثم في نهاية المطاف تترك أمريكا هؤلاء المعارضين فريسة لحكامهم يفترسونهم بالطريقة التي تحلو لهم، في ظل صمت أمريكي.. فما يردده الأمريكيون حول رغبتهم في أن تسود الديمقراطية العالم كله، خاصة منطقتنا العربية، هي أكذوبة كبري، فأمريكا بدأت دورها كقوة عظمي فور انتهاء الحرب العالمية الثانية بالمساهمة في تزييف الانتخابات البرلمانية الإيطالية عام 8491، وتعاونت المخابرات المركزية الوليدة مع المافيا الإيطالية لضمان نجاح الحزب الديمقراطي المسيحي فيها. أمريكا لا يهمها سوي مصالحها، سواء كان يحكمها رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري.. ومن يحقق مصالحها اليوم، حاكماً أو معارضاً، سوف تمنحه دعمها، ومن سيعطل هذه المصالح أو يضرها سوف تعاديه وتحاربه. لذلك.. رهان أي حاكم في منطقتنا علي أمريكا لن يوفر له دعماً لحكمه.. ما سيدعم له حكمه هو التجاوب وعدم الصدام مع شعبه.. ويجب ألا ينخدع الحكام بعبارات ثناء أو مديح عن أمريكا يظفر بها أحياناً، لأن الأمريكان قد يمدحونه صباحاً ثم يقومون بهجائه مساء! أيضاً.. رهان أي معارض في منطقتنا علي أمريكا لن يساعده في صدامه مع حكامه.. المعارض سيكسب هذا الصراع إذا تسلح بشعبه وحصل علي دعمه بتبني قضاياه ومطالبه. أمريكا لن تمنح حاكماً شرعية ولن تمنح لمعارض سلطة.. الشرعية أو السلطة مصدرها الشعب في كل بلد.