أمريكا تبيع الرؤساء! أأصدقاؤكم الأمريكان خذلوني وتخلو عني, بعد أن خدمتهم مخلصا طيلة 30 عاما!.. بهذه الكلمات, عبر الرئيس المخلوع حسني مبارك لصديقه بنيامين بن اليعازر وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق في اتصال هاتفي ذكرته صحيفة معاريف وراديو اسرائيل. عن غضبه الشديد وصدمته في حلفائه الأمريكان وخيانتهم له, لتخليهم عنه ومطالبتهم له بالرحيل الفوري عن حكم مصر بعد تفجر ثورة 25 يناير, ويبقي أهم الدروس المستفادة من المشهد الحالي في المنطقة بعد ثورتي الياسمين في تونس و25 يناير في مصر وتواصل الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية في اليمن وليبيا وسوريا هو تخلي الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الحكام العرب الديكتاتوريين وأنظمتهم الفاسدة بعد أن حكموا شعوبهم فترات طويلة, كانوا خلالها الركائز الأساسية في تطبيق أجندة السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة, فنالوا رضا أمريكا واستمروا في الحكم بغطاء ودعم منها. فقد تخلت الولاياتالمتحدة عن مبارك وبن علي ونظاميهما الفاسدين, وركبت واشنطن الموجة الثورية في مصر وتونس, وها هو البيت الأبيض يواصل ركوب تلك الموجه بمطالبة الأسد والقذافي وصالح بالرحيل فورا والتخلي عنهم, وذلك حفاظا علي المصالح الأمريكية في المنطقة وبحثا عن قادة وانظمة جديدة لدعمها تحت غطاء الديقراطية وحقوق الإنسان أيا كان هؤلاء القادة وتلك الأنظمة لتحقيق تلك المصالح. والمطلوب من الحكام العرب الآن إما ان يستجيبوا لمطالب شعوبهم بضرورة الاصلاح والتغيير, الديمقراطية, وعدم الاستقواء بأمريكا علي شعوبهم, واما ان يواجهوا بالثورات الشعبية وعندئذ تبيعهم أمريكا وتركب الموجه الثورية وهو المصير الذي لاقاه شاه ايران رضا بهلوي والرؤساء سوهارتو ومانويل نورييجا وادوارد شيفرنادزه واسلام كريموف وبرويز مشرف وصدام حسين لأنهم لم يدركوا مقولة هنري كيسنجر الشهيرة: الولاء لأمريكا أخطر من معاداتها.. فالعداء لها مخاطرة والتحالف معها يقترن دائما بالمصائب والدمار. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين