أعزائي المسلمين، والمسيحيين، والهندوس، واليهود، والبوذيين: [أنتم تعيشون في عصر الإنترنت. دياناتكم لم ولن تسلم من التشكيك فيها تحت سمعكم وبصركم. الأمر لا يحتاج أكثر من كاميرا فيديو وموقع إلكتروني تحت أي اسم لتصل مشاهده في لحظات إلي كل مكان في الكرة الأرضية. هذا ما فعله بالضبط موتوران انتهازيان عندما صورا وبثا فيلما يسيء للرسول عليه السلام. كان يمكن للمسلمين تجاهله أو الرد عليه عبر الإنترنت ليصبح الفيلم نسياً منسياً كالعادة بعد يوم أو يومين علي الأكثر. الإساءة للدين والعقيدة ليست مشكلة المسلمين وحدهم. فعلي موقع "يوتيوب" يمكنك العثور علي أشرطة الفيديو التي تهين ديانات: اليهود، المسيحيين، الهندوس، الكاثوليك، المورمون، البوذيين، و.. وغيرها، لكن ما حدث من ردود أفعال المسلمين تجاه الفيلم المسيء لنبيهم جاء مختلفاً. حقيقة أن هدف النصابين الموتورين من وراء بث تلك المشاهد، هو سرعة الانتشار وإثارة غضب وسخط المسلمين في كل مكان، لكن حقيقة أيضاً أن استخدام العنف في حرق سفارات وقتل سفير والتهديد بالانتقام من الشعوب والحكومات .. فاق أقصي ما كان أصحاب الفيلم يحلمون به من شهرة وانتشار والكسب من ورائهما]. السطور السابقة كتبها الصحفي الأمريكي: وليام ساليتان، نشرها في مقال طويل قرأته آنذاك في مجلة "سليت" الأمريكية، أكد فيه أن [التطاول علي الأديان والمعتقدات ليس مشكلة المسلمين وحدهم. فعلي موقع يوتيوب يمكنك العثور علي أشرطة الفيديو الخاصة بإهانة كل الأديان الأخري التي يؤمن بها: اليهود، المسيحيون، الهندوس، الكاثوليك، المورمون، البوذيون، وغيرها وغيرهم. وتلك الأشرطة يمكن أن تصبح أسلحة هائلة في أيدي المتربحين من وراء إنتاجها، لكن نقطة ضعف هؤلاء أنهم يعتمدون علي المتضررين باعتبارهم أزرار تفجير أسلحتهم. فإذا لم"يتعاون" المتضررون مع هؤلاء السفهاء بإعلان غضبتهم وتنفيذ تهديداتهم فإن القنابل لن تنفجر]. مناسبة رجوعي اليوم إلي مقال وليام ساليتان، تعود إلي الزوبعة الهائلة التي فجرتها "فتوي" الشيخ مرجان الجوهري القيادي بالسلفية الجهادية تحلل [تحطيم ابو الهول والاهرامات وغيرهما من التماثيل والآثار، باعتبارها أوثاناً يعبدها الكفار والليبراليون]! ليس هذا فقط .. بل أضاف إليها "فتوي" أخري حرّم فيها ما يسمي بالسياحة، واصماً العاملين في قطاعاتها بأنهم يحرضون علي الفسق والدعارة (..). غداً بإذن الله.. نتابع صولات وجولات الشيخ الجوهري الذي لم نسمع اسمه من قبل، وأصبح فجأة أشهر من نار علي علم!