في الليلة السابقة لما يسمي بمليونية تطبيق الشريعة الإسلامية -المطبقة عمليا في مصر- أثارتني مناظرة قام بترتيبها الصحفي الإعلامي محمد الغيطي في برنامج »صح النوم« الذي يقدمه في قناة التحرير. دارت هذه المناظرة بين الكاتب والمفكر اللامع جابر عصفور وبين رئيس حزب الأصالة السلفي د.عادل عفيفي.. انني وبعد ان تابعت المناظرة تمنيت ان تكون الفرصة قد اتيحت للمشاركين في مليونية الشريعة مشاهدتها حتي يتبينوا الحقيقة التي من المؤكد انها غائبة عنهم. أهم ما قاله الدكتور جابر عصفور ان الدولة المدنية لا تتعارض أبدا مع الأخذ بمبادئ الشريعة الإسلامية وان الغالبية المصرية المسلمة مؤمنون بالله ومتمسكون بدينهم وبنبيهم محمد عليه الصلاة والسلام. وفي مداخلة للدكتور ناجح إبراهيم العضو المؤسس بالجماعة الإسلامية أكد انه ليس من حق أي احد من البشر ان يُنصب نفسه متحدثا باسم الإسلام وان من كان يملك هذا هو النبي »صلي الله عليه وسلم« الذي نزل عليه الوحي ولم يسمح لأحد من أهله وأصحابه بان يكونوا متحدثين باسم الإسلام. طالب المسلمين بداية.. بضرورة الالتزام بالسلوكيات والتصرفات التي تتوافق وآداب ومبادئ الإسلام قبل المطالبة بتطبيق الشريعة. وأشار الدكتور جابر عصفور انه كان له لقاء مع الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي الإسلامي تناول قضية تعدد الزوجات في الإسلام. اشار الي ان الإسلامي التونسي البارز قال له أن هذا الأمر غير مرحب به إسلاميا لانه كان مشروطا بضمان العدالة بين الزوجات حيث انتهي بهذه الكلمات بان »تعدلوا ولن تعدلوا« وهو ما يعني ان السماح بهذا الأمر غير مرحب به لهذا السبب. وفي هذه المناظرة قال د.عادل عفيفي ان كل ما تطالب به الجماعات السلفية هو تطبيق الشريعة ولهذا يعترضون علي ما جاء في المادة الثانية المقترحة في الدستور بان تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع وانه لا يمانع في استخدام كلمة مبادئ إذا كانت هناك ضمانات في تطبيق أحكام الشريعة. وحرص الدكتور جابر عصفور علي تصحيح المفهوم الشائع خطأ حول كلمة العلمانية. وقال ان هناك خلط بين العلمانية بكسر العين وهو ما يعني الذين ينظرون إلي أي شيء من خلال العلم والثاني هو العَلمانية يفتح العين وهو يرمز إلي التعامل علي أساس مجريات الحياة في الدنيا دون أي مساس بمباديء الدين وهو ما يأخذ به حاليا في تركيا رئيس الوزراء زعيم التيار الاسلامي رجب طيب اردوغان.