عصام حشىش الجاهل ليس فقط الذي لا يعرف القراءة والكتابة أو الأمي بطريقة استخدام الكمبيوتر أو الذي لا يتقن لغة اجنبية ولكن الجاهل الحقيقي هو الذي لا يعرف كيف يقرأ القرآن بطريقة صحيحة! المشكلة أن معظمنا بهذا المقياس لا مؤاخذة جهلة ولكننا لا نعرف اننا جهلة، بل ونستهين أحيانا بجهلنا ونري تصحيح هذا الجهل ترفا لا نقدر عليه أو بصراحة ليس عندنا وقت له!! وربما يجد اصحاب اللسان الاعجمي عذرا لصعوبة تعلمهم أحكام التجويد ولكن ما عذرنا نحن اصحاب اللسان العربي؟ فالله اختار أن ينزل القرآن بلغتنا وجعل العربية هي لغة أهل الجنة يتحدثون بها حتي لو كانوا يابانيين أو امريكانمع أن الله كرمنا الا اننا نحط من قدرنا عندما نقرأ قرآننا بهذا الجهل المطبق بأصول القراءة!! وكنت اظن أنني وحدي الذي أعاني عندما أجلس في المقرأة آخذ القرآن علي يد أحد العلماء إلا أنني اكتشفت انها حالة عامة مخجلة. وقد سمعت العالم الاستاذ احمد عامر في قناة دريم يستمع القرآن من الراغبين التعلم ورأيت اصحاب عمائم وذقون طويلة ونساء منتقبات أو محجبات يقرأون امامه فسمعت العجب من الاخطاء الفادحة والتأتأة ومع ذلك فجزاهم الله خيرا.. إنهم يحاولون ويجتهدون. ولكن ماذا تقول في الذي لم ينتبه حتي الآن لأخطائه وهو مستمر عليها بل وماذا تقول في الذي لا يقرأ القرآن أصلا وليس له علاقة إلا بمجموعة من السور القصيرة يستخدمها في صلاته! من اين اذن ستنور قبورنا؟ وهل سألنا انفسنا هل سيشفع القرآن لنا عند ربنا؟ هل سيقودنا الي الجنة أم سيدفعنا الي النار؟ وإذا كنا نتحدث فقط الآن عن القراءة فكيف لو تحدثنا علي الحفظ؟! أحيانا نردد قول الشيطان: أنا كبرت ولم تعد لي طاقة عن الحفظ! رغم ان الله بنفسه سبحانه وتعالي تعهد بمساعدة كل من يجتهد في حفظه »ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر« ، هناك سيدات تجاوزن الستين وضعن حفظ القرآن نصب أعينهن فأعطاهن الله سره وحفظته في ثلاثة اشهر كاملا.. فأين أنا وأنت منهن؟ بصراحة نحن في موقف صعب جدا وسوف يشكونا الرسول صلي الله عليه وسلم الي الله يوم القيامة عندما يقول »يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا«. وقتها سنندم ندما شديدا.. ولكن طالما ان لدينا الفرصة الآن وها نحن احياء ونرزق فلماذا لا نبدأ في الاهتمام بكتاب الله.. نقرأه ونتقرب الي الله بقراءته ونصحح قراءتنا علي أيدي مشايخ وعلماء. فالقرآن بالتلقي ولابد من وجود من يتابع حفظك وقراءتك ويصحح لك أخطاءك. هذه هي الاصول!.. فهل تبدأ اليوم؟!