علاء عبد الهادى في هذه اللحظات الطاهرة يتعلق قلبي بمن تركوا الدنيا وراءهم واتجهوا الي الحق الذي لا شك فيه، الي رب الأسباب، والي مالك الملك، كل عام يتجدد الحنين ،وأسأل الله أن يمن علي بالزيارة، زرت مرة ولكن الشوق يشتد والأمل يتجدد، رب لن أمل من طرق بابك حتي تفتحه لعبدك الضعيف، فذنوبي كثيرة وعفوك أكبر وأعظم واشمل . يقف ضيوف الرحمن في هذه اللحظات علي جبل عرفات في مكان واحد ،بلباس واحد ،يدعون ربهم الواحد الأحد، كل منهم يسأل بلغته، ويستجيب الله العالم بدبيب النملة علي الحجر الأصم في الليلة الظلماء، هنا لا فارق بين الرئيس والغفير، ولا أبيض علي أسود، لا مكان هنا للألقاب ولا قيمة للعقارات والأطيان، هذه" بروفة" ليوم القيامة لمن يريد أن يعي ويتعلم . يارب طال الليل علي بلادي، وأسالك ان تمنحنا ضوء الصباح، اصلح لي شأني ولا تكلني الي نفسي طرفة عين، اغفر لي ضعفي، واستر عوراتي، وآمن روعاتي، امنحني قلبا يحب الجميع، من احبني منهم، ومن أغراه الشيطان فكرهني، امنحني قلبا يخشاك وحدك، ولا يخشي ذي سلطان فأنت مالك الملك وحدك لا شريك لك. يارب لم اجد أفضل من دعاء سيد خلقك محمد صلي الله عليه وسلم لكي أدعوك به في هذا اليوم الطاهر المبارك، وأسألك الجواب فانت القائل، وقولك الحق " ادعوني أستجب لكم "، اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني علي الناس ،يا أرحم الراحمين.. أنت رب المستضعفين، وأنت ربي.. إلي من تكلني؟ إلي بعيد يتجهمني أم إلي عدو ملكته أمري ؟! إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي، غير أنّ عافيتك هي أوسع لي.. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك، أوأن ينزل بي سخطك، لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بك..