أنور محمد غدا الخميس يوم عرفة أعظم ايام الله التي اصطفاها في العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة كما اصطفي العشر الاواخر من ليالي شهر رمضان واعظمها ليلة القدر لقد اصطفي الله العشرة الاوائل من ذي الحجة بأن فيها كل العبادات الصلاة والصدقات والذكر والدعاء والصيام والقيام. ويوم عرفة والوقوف علي جبل عرفة ومنه علي جبل الرحمة وصلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا في مسجد نمرة وسماع اعظم الخطب فيه تأسيا بالرسول الاعظم صلي الله عليه وسلم الذي وقف علي جبل عرفات ونزلت عليه هذه الآية الكريمة »اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا« »المائدة-3« في هذا اليوم اكتمل دين الاسلام وخاطب الرسول الاعظم الناس في حجة الوداع فأرسي مباديء حقوق الانسان في العالم بالاعتصام بكتاب الله فحرم الرسول في كلمته سفك دماء المسلمين وحرمة السرقة أو الاستيلاء علي أموالهم وحرم الربا.. وتقوي الله في معاملة النساء والزوجات معاملة انسانية فقال عليه الصلاة والسلام: »اعلموا أن دماءكم وأموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ودماء الجاهلية موضوعة تحت قدمي وان أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث وكان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل. وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربا العباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله.. واتقوا الله في النساء فإنكم اخذ تموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة من الله ولكم عليهن ألا بطأ فرشكم احد تكرهونه فإن فعلن ذلك فأضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي ان اعتصتم به كتاب الله وانتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟!.. قالوا: نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت.. فقال بأصبعه السبابه يرفعها الي السماء وينكتها علي الناس: اللهم اشهد.. اللهم اشهد.. اللهم اشهد«. وفي خطبة قال النبي صلي الله عليه وسلم: »أيها الناس ان الله أدي الي كل ذي حق حقه وإنه لا تجوز وصية لوارث والولد للفراش وللعاهر الحجر ومن ادعي الي غير ابيه أو تولي غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ولا يقبل الله له صرفا ولا عدلا..«. الرسول الاعظم هو اول انسان وضع مباديء حقوق الانسان في العالم واخذتها شعوب وحكومات العالم تحت مسمي الديمقراطية. نعيش في هذه الايام العظيمة التي اصطفاها الله شعائر الحج.. والحج هو الهجرة الي الله خضوعا وخشوعا وتسليما لذاتة الالهية.. والحج هو زاد التقوي في الآخرة وطريق الوصول إلي الجنة.. الطريق الي محبة الله ورسوله وتزود بزاد التقوي والعمل الصالح الذي يغذي عاطفة ومشاعر المحبة والسلام. والحج هو دورة تعبدية كاملة من جميع العبادات الصلاة والحج والدعاء والطواف والصدقات والفداء بالذبح والمعاناة والمشقة والجهاد في سبيل الله بلا قتال كما وصف النبي صلي الله عليه وسلم الحج بأنه »جهاد بلا قتال« ويعود الحاج من رحلته مزودا بالايمان لله والخضوع له واكثر صفاء ونفسا وقلبا طاهرا من كل الذنوب والمعاصي كما ولدته أمه وأقوي عزيمة علي طاعة الله ورسوله. والحج هو مؤتمر اسلامي عالمي من جميع اللغات والاجناس والالوان يتوحد فيه مسلمون العالم تحت شعار الاسلام.. والحج ممكن ان يصبح مؤتمر قمة عالمي لجميع قادة المسلمين في العالم من ملوك وامراء ورؤساء الدول الاسلامية في العالم من ملوك وامراء ورؤساء الدول الاسلامية ولو اجتمع هؤلاء القادة كل عام في ايام الحج في مكةالمكرمة بجوار بيت الله ليتدارسوا احوال المسلمين في العالم ودعم الاقليات المسلمة ومنع تعرضها للاضطهاد والتصفية الجسدية وتدارسوا كيفية نشر الدين الاسلامي السمح بين شعوب العالم وخاصة في الدول الملحدة التي لا دين لها وكان اعظم اجرا لهم واعظم عمل لنشر روح الاسلام والتسامح بين الشعوب والمحبة التي ينادي بها دين الاسلام. الحج رسالة سلام علي ارض السلام.. فيها يوقف القتال وتصمت الاسلحة والمدافع وتحقن الدماء حتي ينعم الناس بالأمن والامان والسلام ومكة والبيت الحرام جعله الله مثابة للناس وأمنا.