ثرىا دروىش لا أحد يقر الأحداث المؤسفة التي وقعت أمام قصر البارون.. فإرهاب فريق أفريقي جاءنا آمناً مسالماً لخوض مباراة في كرة القدم تصرف أحمق وشائن من بعض الرياضيين حاصروا مقر إقامتهم لا لشيء إلا للإساءة للرياضة في بلدنا والقائمين عليها وإحراج النادي الأهلي بهدف إقصائه من البطولة الافريقية لسنوات عدة من جهة وإبعاده عن المشاركة في بطولة الدوري العام من جهة أخري! يا الله ما كل هذه الكراهية التي يكنونها لنادي القرن التي دفعتهم لمحاولة منع المباراة ولو باستخدام القوة ومحاصرة ضيوف مصر في مقر إقامتهم.. علي مبدأ »يانعيش سوا يا نموت سوا«.. يا نلعب الدوري يا بلاها كورة وبطولة! يعاقبون الأهلي لأنه اقترب من اللقب.. بينما فشلت باقي الفرق المصرية المشاركة في البطولات الافريقية لأبطال الكأس والدوري! والسؤال ماذا لو تبدل الأمر ونجحت إحداها في استكمال مشوارها، هل كنا سنسمع نفس النغمة النشاز أم لتغير الوضع والحال وتحول موقفهم من الهجوم للدفاع عن حق الفرق في المشاركة والتواجد بقوة في البطولات الإفريقية أو غيرها. ما حدث شاهده العالم كله وهو يمثل إساءة لمصر الثورة وللرياضة وللكرة المصرية. كما انه جريمة في حق ديننا ومبادئه السمحة الكريمة التي تنهانا عن ترويع الآمنين وتدعونا لإكرام الضيف لا لترويعه ومحاصرة مقر إقامته دون الاعتبار للأيام العشر المباركات من ذي الحجة التي يعيشها المسلمون علي الأرض.. فهي التي أقسم بها المولي عز وجل في قوله »والفجر وليال عشر«، وهي التي يتقبل فيها سبحانه الراجين لرحمته والتائبين من الذنب المتضرعين له وحده ان يرضي عنهم ويرفع الغمة ويصلح حال الأمة! ويوحدها ولايفرقها! حقيقة انتهي الموقف علي خير وفاز الأهلي باللقاء لكن يبقي الجرح عميقا فما أقسي علي النفس أن يصبح المرء غريبا وهو علي أرضه، مُطارداً وهو بين »ألترسه« وأنصاره، مُحارباً من رفاقه وأصحابه! فجميعهم بالأمس تعاونوا لتعطيل مسيرته وتشويه صورته أمام العالم.. أعماهم الغل والحقد.. زين لهم شيطانهم »المهزوم« كعادته في كل البطولات الأخيرة.. أن الأهلي »البطل« هو عدوهم الأعظم.. في إبعاده انتصار للحق وعودة للدوري وانه الحل لكل مشاكل وهموم الرياضة المصرية! لكن تعاون الجميع أمناً ومسئولين في مصر والكاف ولعبت المباراة في موعدها وانتصرت إرادة نادي القرن وهزم كل الظروف الصعبة.. والأهم عاد الألتراس لبيته حامياً ومسانداً لناديه ولاعبيه. في انتظار الكأس لإهدائها لأرواح شهداء مذبحة بورسعيد ليهنأوا في مرقدهم الأخير.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.