تذكرت منذ أكثر من ثلاثة عقود حديث الصديق الكاتب الكبير رجاء النقاش، عن الغموض الذي تمكن من بعض رجال الدولة الذين يتحكمون في مصير الوطن، وخص الحديث عن المقالات التي كانت تنشر ويتم حذف ما يشير إلي حرب الاستنزاف؟! ويتضح الآن جليا ان الاهتمام الاعلامي بجميع وسائله يهتم »بعبور 37« والنصر الكبير الذي تحقق بعبقرية المقاتل المصري الفذ، والجميع وعلي رأسهم الاعلام المصري تناسي باقتدار كيف وصل الجيش المصري لتحقيق النصر.. لم يأت من فراغ.. ولكن بالجهد والعرق والتدريب القاسي والتعامل في حرب ممتدة أكثر من عامين ونصف بعد حرب 7691 وحتي وقف اطلاق النار في سبتمبر 0791، الجميع تناسي سهوا أو عمدا بأن حرب الاستنزاف هي »الحرب الكبري« التي لقنت العدو دروسا لن ينساها وستظل بصمة في تاريخ العسكرية المصرية والعالمية، المقاتل المصري بعد 7691 تغيرت هويته الثقافية والتكتيكية فأصبح من خريجي الجامعات أو التعليم المتوسط فاستطاع بإرادته ان يتجاوب مع تحديث وتطوير الجيش علي المستوي العلمي والتكنولوجي وحقق معدلات كفاءة عالية في استخدام الأسلحة الحديثة، وعلي الجانب النفسي أعيدت الثقة في ذات المقاتل وأصبح ذات إرادة وإصرار لطرد العدو الصهيوني من سيناء الحبيبة. وفي نفس الوقت قام سلاح المهندسين علي مستوي المواجهة من السويس جنوبا حتي بورسعيد شمالا بإعداد المواقع بدءا خنادق المشاة حتي منصات المدرعات والصواريخ والمدفعية الثقيلة.. حرب متصلة ليل نهار وعلي مدي سنوات، وزادت واشتعلت الاشتباكات بدءا من 9691 حتي وقف اطلاق النار 0791، استخدم العدو جميع أنواع الأسلحة المدمرة دون جدوي وكان المقاتل المصري يزداد إصرارا ومواجهة حتي بدأت عمليات التدمير في عمق العدو بدفع وحدات من الفدائيين علي مستوي المواجهة أكثر من 061كم عمليات هزت وأربكت جيش الصهاينة القابع في مخابئ خط بارليف، وخلال هذه الفترة كان لسلاح القناصة المصري علي مستوي المواجهة نشاطا متميزا في قنص جنود وضباط وقناصة جيش الاحتلال، هل يعلم الجميع بأن المقاتل المصري الذي حقق نصرا يوميا خلال سنوات الحرب الكبري »حرب الاستنزاف« هو نفسه الذي عبر في أكتوبر 3791 وحقق النصر العظيم، فبدون حرب الاستنزاف.. لم يتحقق نصر أكتوبر، التاريخ يلزم من يتحدث ومن يوثق ومن يكتب ان يتحلي بالعدالة التاريخية من أجل الحفاظ علي تاريخ نقي تفخر به الأجيال ويحفزهم علي حب الوطن والفداء من أجل بقائه، وحتي تظل ذاكرة الوطن روحا ممتدة تعمق العمل الوطني، وغياب ثقافة الانتصار همشت الشباب خلال عقود الذي لا يعرف حرب أكتوبر ولا حرب الاستنزاف وغيرها من الحروب التي استشهد الآلاف من الشباب فيها من أجل أن تبقي مصر حرة ومستقلة ورايتها ترفرف في السماء، نهر الفن قدم للقارئ العزيز رموزا وأبطالا خلال العشر سنوات واليوم يقدم أعظم تحية لأرواح شهداء الوطن، وتحية فخار للأبطال المقاتلين جنودا وصف ضباط وضباطا وقادة وللحديث بقية عن شهيد الوطن وكيفية تخليده رمزا للفداء.